الشباب، الهدف الأول!
الشباب، الهدف الأول!
إن أول المستهدفين من لصوص الصحة النفسية هم الشباب واليافعون، الذين يعيشون فترة استكشاف لميولهم ومهاراتهم وهوياتهم، ويواجه هذا الجيل العديد من التحديات، بدءًا من الأساليب الخاطئة في التربية، مثل كثرة المقارنات مع إغفال الفروق الفردية، والتربية السليمة تكون ببناء إنسان سوي ومنحه فرصةً لاكتساب خبرات ومهارات مختلفة تبعًا لميوله، وغرس معاني الإيمان فيه. ويواجهون مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها من وهمٍ وتصنع وتشتت معرفي وتسرع. ويشتركون مع الجيل السابق في مواجهة تحدياتٍ أهمها غياب مركزية الوحي مقابل تعزيز مركزية الإنسان، وغياب الهوية في ظل العولمة. لذا على المربين أن يبدؤوا بأنفسهم إذا أرادوا إصلاح الناشئة، فيُقدِّرون أنفسهم، ويحسنون فهم الغاية من خلقهم، ويسعون لتزكية النفس وللأُنس بالله عز وجل، ولتحقيق نجاح متوازن في جوانب الحياة المختلفة، فإذا فعلوا ذلك ظهر أثره في أبنائهم.
وهناك أفعالٌ عديدة تسهل التواصل مع الشباب، مثل محاكاةِ أساليبهم بغير سخرية واستهزاء، وقضاء وقتٍ أطول معهم، ومنحهم فرصةً للحديث عن أنفسهم، ومنحهم شعورًا بالتقدير والأهمية بغير مبالغة توصل إلى التكبر والنرجسية، وتقبل المربين ضعفهم وطبيعتهم البشرية واعترافهم بأخطائهم، ومشاركة الأبناء بعض الأسرار وإظهار الجدارة بحفظ أسرارهم أيضًا، وكذلك اللمسات الحانية والتبسم وروح الدعابة والعفوية، واستبدال الحوارات والمناقشات الهادئة بالأوامر المباشرة الصارمة.
وذلك مع تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة عن الشباب، فالشباب ليسوا متشابهين، وإنما لكلٍّ منهم شخصيته الفريدة كبصمات الأصابع، والشباب ليسوا طائشين بعيدين عن الرشد في الأصل بل لهم عقولٌ يعرفون بها الصواب والخطأ، فلا ينبغي أن نسايرهم في تصرفاتهم الخاطئة بل أن نُحسن تأديبهم، وهم قادرون على فهم القيمِ وتبنيها ودليلُ ذلك ما يحققه العديد من اليافعين والشباب بعلو هممهم في ميادين مختلفة بمرئيات وكتب وأنشطة وأعمال خيرية وغير ذلك، كما أن لهم من القدرات والإمكانات ما يفوق الراشدين في مجالات عديدة.
الفكرة من كتاب لصوص الصحة النفسية أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟
نواجه في حاضرنا كثيرًا من لصوص الصحة النفسية، الذين يسرقون السوية والطمأنينة من حياتنا، ويستهدفون الشباب بخاصة. وإذا توجهنا إلى مختصي الصحة النفسية طلبًا للعلاج وجدنا كثيرًا منهم يسرقون من صحتنا النفسية أيضًا!
وهنا نحدثكم عن بعض أولئك اللصوص وكيف ينبغي لنا أن نتعامل معهم، ونروي شيئًا من حكايات التعافي المختلفة عما هو شائع عند لصوص الصحة النفسية.
مؤلف كتاب لصوص الصحة النفسية أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟
نور النومان، اختصاصية نفسية وتربوية، وباحثة أكاديمية في مجال التربية والصحة النفسية. تخرجت في كلية التربية بجامعة دمشق، وحصلت على دبلوم تربوي عام، وماجستير في الصحة النفسية من معهد البحوث والدراسات العربية.