السرطانات
السرطانات
تتأثر انتشار السرطانات في بلاد معينة على حساب بلاد أخرى بعوامل عدة، ترجع إلى نمط الحياة بشكل عام وطريقة التغذية والعادات اليومية كالتدخين أو الرياضة مثلًا وتوفير الحكومات للعلاج المناسب ووفرته وما تنفقه الدول على الأبحاث الطبية ونحو ذلك، نجد مثلًا أن سرطان كسرطان الرئة المميت -وبخاصةٍ للمصابين به عند عمر كبير- والمتعلق أصالةً بالتدخين بعلاقة وثيقة له انتشار واسع في جميع أنحاء العالم، إلا أننا نجد أنه منتشر على نطاق أضيق مثلًا في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، ويرجع ذلك إلى الوعي العام والعقوبات التي تفرضها دول الغرب بعكس دول أخرى، ويذكر الكاتب مثلًا أنه في إحدى المقاطعات الصينية التي أصيبت بالكساد قاموا بدعوة البالغين إلى تدخين السجائر المحلية لتشجيع المزارعين ولزيادة عائدات الضرائب!
سرطان الثدي مثلًا -وهو الشائع بين النساء- نجد الأكثر إصابة به النساء في الدول المتقدمة المرفَّهة أكثر من الدول النامية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها تأخير الحمل باستعمال موانع الحمل، وأيضًا الاستغناء عن الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية، ما يؤثر في الهرمونات، على العكس مما تفعله نساء البلدان الأقل تقدمًا، وقد أثبت ذلك وقايته من سرطان الثدي بالفعل!
نجد أن سرطانًا من أشهر السرطانات الشائعة أيضًا، وهو سرطان الكبد، ذو انتشار واسع في الصين وأفريقيا نتيجة العدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائي على خلاف أوروبا وأمريكا الشمالية حيث النسب أقل والسبب يرجع إلى شرب الكحوليات، إلا أن هذا السرطان تعدُّ مشاكله محدودة نوعًا لذلك لتوافر التطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي مجانًا.
أما عن سرطانات الجهاز الهضمي كالمعدة والمريء والقولون والأمعاء “الشائع جدًّا في أوروبا وأمريكا”، فهو سرطان شديد الخطورة أيضًا، ويرجع ذلك إلى أن الثلث من المصابين به يكون مصيرهم الوفاة! إلا إن الإصابة بهذا النوع من السرطانات أصبحت قليلة وربما نادرة في بعض مناطق العالم وبخاصةٍ سرطان المعدة، إلا أن المؤثر الأكبر على الإصابة بسرطان الأمعاء عامل البيئة والنمط الغذائي السائد فيها، فالنظام الغذائي الذي تعيش به اليابان مختلف عن النظام الغذائي في أفريقيا، وإذا افترضنا انتقال شخص للعيش من أفريقيا إلى اليابان مثلًا سنجد أن احتمال إصابته بسرطان الأمعاء سيزداد تبعًا لنمط الحياة والغذاء الذي يتلقَّاه هناك.
الفكرة من كتاب السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا
في هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة طبية موجزة نتابع فيها نواة الخلية والـDNA في أصله الطبيعي قبل أن يصاب بالسرطان، ونفهم معه كيف يصاب به، وكيف يُكتشَف، ثم كيف يُعالج ويتم التعامل معه، وكيف تؤثر البيئة والعرق وطريقة التغذية والعادات والجينات المتوارثة في قابلية الإصابة به، وذلك بشكل واقعي وحقيقي من طبيب وأستاذ أورام موجود في قلب المجال.
مؤلف كتاب السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا
نيكولاس جيمس: أستاذ علم الأورام بجامعة بيرمينجهام بالمملكة المتحدة ومستشفى الملكة إليزابيث في برمينجهام، ويعمل حاليًّا في دراسة مهمَّة تبحث أهمية استخدام العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا.
معلومات عن المترجم:
أسامة فاروق حسن: حاصل على بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة القاهرة، وبجانب عمله كطبيب للأسنان، وعمل في مجال ترجمة وتعريب الكتب العلمية والموسوعات الطبية لحساب “مكتبة جرير”، ومن ذلك:
موسوعة كلية طب جامعة هارفارد الأمريكية.
كما ترجم سلسلة من الكتب في الطب الطبيعي والبديل مثل كتب “علم الماكروبيوتك”، هذا إضافةً إلى ترجمته كتبًا في مجالات أخرى كإدارة الأعمال.