الرضاعة الصناعية
الرضاعة الصناعية
قد تضطر بعض الأمهات إلى اللجوء إلى الرضاعة الصناعية أو تختار ذلك بمحض إرادتها، عزيزتي الأم.. لكِ حرية الاختيار بالطبع، لكن وجب عليّ أن أذكّركِ أولًا بفوائد الرضاعة الطبيعية لكِ ولطفلكِ قبل أن أدعمكِ ببعض الخطوات والنصائح.
يُعَدُّ حليب الأم وجبة متكاملة للطفل تحتوي على كل ما يحتاج إليه من عناصر غذائية وأجسام مضادة، كما أنه يساعد على نمو ذكاء الطفل ويقيه أمراضًا عديدة كأمراض الربو والحساسية والسمنة والسكري وغيرها، أما بالنسبة إلى الأم فالرضاعة الطبيعية تساعدها على نزول الوزن وتعمل على منع الحمل طبيعيًّا وتقلل تعرضها للإصابة بسرطان الثدي والمبايض.
بعد هذا التذكير البسيط، تعالي ننتقل إلى موضوع الرضاعة الصناعية التي تبدأ بخطوة اختيار الحليب المناسب للطفل، وتشترك جميع أنواع الألبان الصناعية في أنها مُعَدَّة من الحليب البقري المعدل، وهناك أنواع خاصة للأطفال غير مكتملي النمو أو المولودين بأمراض معينة، ومن ثم ستحتاجين إلى استشارة الطبيب في أنسب نوع لطفلكِ، ستبدئين عادةً بمعدل من 30 إلى 60 ملي في أول أسبوع ثم تزداد هذه النسبة مع الوقت، وستعود لتقلّ مرة أخرى عند إدخال وجبات الطعام في الشهر السادس.
وهنا بدلًا من ثدي الأم سنستعمل الببرونات الجاهزة، الزجاجية أو البلاستيكية أو المصنوعة من الاستانلس ستيل، ولكلٍّ منها مميزات وعيوب، إلا أننا سنركز على نوع الحلمة التي كلما كانت أقرب إلى شكل حلمة ثدي الأم كان ذلك أفضل، كالحلمة التقويمية أو الحلمة ذات القاعدة الواسعة وحلمات الـmedela الغالية!
ويجب أن نشير هنا إلى أن أغلب الأمهات لا يعتمدن على الرضاعة الصناعية بشكل كامل، فبعضهن يجمع بينها وبين الرضاعة الطبيعية، لكن قبل أن تَخْطِي هذه الخطوة عليكِ أن تستمري في الرضاعة الطبيعية مدة شهر إلى شهر ونصف بعد الولادة، مع البدء بها أولًا، ثم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية عند عدم شبع الطفل، كذلك اتباع تكنيك paced bottle feeding في أثناء الرضاعة، وذلك عن طريق مداعبة أنف الطفل وفمه بالحلمة من غير أن يكون بها حليب، ثم إدخالها برفق وتركه يمص الحلمة قليلًا ثم رفع الببرونة أفقيًّا وبشكل تدريجي حتى ينزل الحليب في فم الطفل.
بالطبع الرضاعة الصناعية ليست وردية إلى هذه الدرجة، لأن الطفل قد يرفض نوع الحليب المقدم إليه، وقد يرفض الحلمة أيضًا، وفي حالة الجمع بين الرضاعة الصناعية والطبيعية والاختيار الخطأ للببرونة والاعتماد عليها بشكل كبير، قد يقل إدرار الحليب في ثدي الأم ويرفض الطفل العودة إليه مرة أخرى، وكل ذلك يتطلب منكِ التجربة والصبر حتى تصلي إلى اختيار ووضع مناسبين لطفلكِ.
الفكرة من كتاب كتالوج الأمومة – الرضاعة
عزيزتي الأم الحديثة التجربة مع الولادة والرضاعة، ربما تكوّنت لديكِ صورة مشوهة أو ناقصة عن هذه الرحلة المليئة بالعاطفة، لذا أريدكِ هنا أن تحاولي تصفية ذهنكِ من كل ما عرفتِه مسبقًا، وأن نبنيَ معًا معلومات جديدة نافعة ستعينكِ على رؤية الصورة كاملة واضحة بكل تفاصيلها، كما سنتحدث عن الرضاعة الطبيعية والصناعية بصورة شاملة، مستعدة؟ لنبدأ إذًا.
مؤلف كتاب كتالوج الأمومة – الرضاعة
مروة مسعد: اختصاصية طب الأطفال، وصاحبة كتاب “كتالوج الأمومة” بجزأيه: حديث الولادة، والرضاعة، تهدف إلى نشر الوعي بين الأمهات والآباء لحياة صحية ونفسية أفضل للأبناء.