الخطَّابي وبناء الجمهورية الريفية
الخطَّابي وبناء الجمهورية الريفية
حاول الخطابي بناء جمهوريته المستقلة كإعلانه للحكومة الدستورية لجمهورية الريف في سبتمبر / أيلول 1921م لوضع الدستور الذي ركَّز على وضع السلطتين التشريعية والتنفيذية في يد ما يُسمى بالجمعية الوطنية التي يرأسها رئيس الجمهورية نفسه، وكذلك تنظيم الوزارات، وقد استطاع أن يحوِّل قبائل متفرقة يُعادي بعضها بعضًا في ظل احتلال الإسبان والفرنسيين إلى نخبة من الشجعان ذوي الكرامة أنهكوا الإسبان والفرنسيين برغم عتادهم وفرضوا عليهم الغرامات.
كما أن ابن عبد الكريم كان منفتحًا يعرف كيف ينظِّم أمور دولته وعلى استعداد للتعاون الدولي إذا ما أُعطيت بلاده استقلالها، ولقد حارب الخطابي العادات الخاطئة المنتشرة في بلاده آنذاك كالتعلق بالأولياء، كما أمر جنوده بعدم انتهاك الحرمات والمحافظة على الصلاة، وحارب الرشوة حتى أنه أوصى أصحابه بتلافي تقبُّل الهدية، فأصبحت الجرائم في دولته نادرة.
ولقد طبَّق الخطابي نظامًا ضرائبيًّا جديدًا، كما أصلح القوانين المتعلقة بملكية الأرض وتوزيع المياه، ليدلَّ كل ذلك على اهتمامه بثورة تهدف إلى الإصلاح الشامل، وأسس الخطابي حكومته ووزاراتها التي أهمها وزارة الداخلية ووزيرها اليزيد بن الحاج، ووزارة الخارجية التي تولاها محمد أزرقان الذي أشرف على مفاوضات الاستسلام فيما بعد، ووزارة الحربية ووزارتا العدلية والمالية، كما اهتم الأمير بالتنظيم الإداري وقسم جمهوريته إلى محاكم، كما سنَّ نصوصًا وقوانين للصلح والعقوبات التي تستند إلى الشريعة الإسلامية.
ولقد ذُكر أنه أولى العقوبات وتنظيمها على المُخالفين والمجرمين اهتمامًا شديدًا باختلاف جرائمهم من القتل والسرقة والتعدي، كما أولى السوق اهتمامًا من حيث التبادلات التجارية، وكذلك تنظيمه، إذ تم تنظيم سوق خاص بالنساء، وتفتخر قبيلة بني ورياغل بإكرامهم للمرأة بهذا السوق الذي لا يزال موجودًا حتى الآن لكنه يتعرَّض للإهمال.
الفكرة من كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
في أقصى المغرب العربي حيث تقع أحد بلاده تحت استعمار أوروبي، خرج مُناضل ريفي على رأس فئة قليلة من المُجاهدين يُعلن دولته علانيةً أمام تجاهل القوى الإسبانية الكبرى، ليُنزل بجيوشهم المنظمة هزائم فادحة ويفاوضهم على أسراهم، لتنقلب الأوضاع وتشتعل الأحداث بعدما حاصرهم وأذلَّهم، إنه الأمير الريفي المغربي محمد بن عبد الكريم الخطَّابي.. في هذا الكتاب يستعرض المساري تاريخه وسيرته.
مؤلف كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
محمد العربي المساري (1936-2015): مؤرخ وصحفي وسياسي مغربي، عمل رئيسًا للتحرير في جريدة العلم المغربية، ثم اتجه إلى السياسة وانتُخب نائبًا في البرلمان، وفي عام 1974م عُيِّن وزيرًا للاتصال، كما عمل سفيرًا للمغرب بالبرازيل.
له عدة مؤلفات أهمها:
جدلٌ حول العرب.
مع فتح في الأغوار.
معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية.