الحقائق الأخلاقية والحرية الدينية
الحقائق الأخلاقية والحرية الدينية
عن طريق المعايير والقواعد الأخلاقية يمكننا تمييز الصواب من الخطأ، وما هو أخلاقي وجيد وما هو غير أخلاقي وسيئ، وما هو عادل وما هو غير عادل، ومن ثمَّ لكي يكون القانون عادلًا لا بد أن يكون من صنع الإنسان وفي نفس الوقت يتناغم مع القانون الأخلاقي أو قانون الإله، وبالتالي فإن القانون غير العادل هو ذلك القانون الذي لا ينسجم مع القانون الأخلاقي، وبناءً على ذلك فإن أي قانون ينهض بشخصية الإنسان ويُشرِّفها فهو قانون عادل، وأي قانون يحطُّ منها ويهينها وينتقص منها فهو قانون غير عادل، وتطبيقًا على ذلك يُعد قانون الفصل العنصري قانونًا غير عادل، لأنه يُعطي للفاصِل شعورًا زائفًا بالتفوُّق، وللمفصول شعورًا زائفًا بالنقص والدونية.
وبناءً على ذلك، فإن انتهاك حقوق الإنسان يعني فشل المؤسسات في تحقيق المتطلبات الأخلاقية والحفاظ على الحريات الأساسية، ومن بين حقوق الإنسان الحق في الحرية الدينية التي تعد في مركز الحريات الأساسية، فالحرية الدينية تُعد من ضمن المبادئ الأخلاقية التي تتطلَّب الاحترام من جانبنا، كما أن المؤسسات والحكومات ملزمة أخلاقيًّا باحترامها وحمايتها، فاحترام الناس واحترام كرامتهم يعني ضمنًا احترام حقوقهم التي من ضمنها الحرية الدينية، فالدين يدفع الإنسان إلى تنظيم حياته تماشيًا مع أوامره ونواهيه، وحق المعتقد هو حق فعل ما يحكم المرء أن فعله لزام عليه سواء برضا أو بإكراه نفسه عليه، ومن ثمَّ فإن احترام الحاجة إلى الدين يتطلَّب من السلطة المدنية توفير الظروف التي يتمكَّن فيها الناس من عيش حياة الأصالة التي تعكس التزامهم الديني.
كما أن من أهداف القانون والتزامات الحكومة حماية الصحة العامة والسلامة والأخلاق، وتعزيز الرفاهية العامة التي من ضمنها حماية حقوق الناس الأساسية والحريات الأساسية، ومن ثمَّ ليس من مهام الحكومة محاولة إدارة حياة الناس أو اغتصاب أدوار الأسر والهيئات الدينية، وكل ما يشكل الثقافة والشخصية، لذا لا يمكن الإذعان إلى الشعار المعتوه لجيل الأنا: “إذا كنت تتلذَّذ بفعل شيء، فافعله”، بل لا بد من إعادة تكريس فهم الحجة الأخلاقية لحرمة الحياة البشرية في جميع المراحل والظروف، واستعادة الزواج بوصفه الاتحاد الزوجي لرجل واحد وامرأة واحدة وإبراز هذه الحجة، ومن ثمَّ فإن الحجة الأخلاقية تتضمَّن استعادة الحماية القانونية للذين لم يولدوا بعد، وكشف الأضرار الجسدية التي يسبِّبها الإجهاض على النساء، وبناءً على ذلك فمن واجبنا فهم الحقيقة الأخلاقية والتحدث بها طول الوقت.
الفكرة من كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا التي تتعارض مع الفطرة السليمة، فيبين أركان المجتمعات اللائقة والصحية والحقائق الأخلاقية، ويوضح أسباب انتشار العلاقات الجنسية الشاذة كالمثلية وتعدُّد الأزواج رجالًا ونساءً فيما يعرف بالعلاقات البوليامورية، كما يتطرَّق إلى الإجهاض ويعرض الردود المنطقية والأخلاقية والعلمية عليها، وإلى جانب ذلك يوضح ما تتعرَّض له الحرية الدينية من قيود جرَّاء ما يلاقيه معتنقو الأديان من تضيق على حريتهم الدينية بسبب رفضهم لأشكال الزواج الشاذة وقتل الأجنة.
مؤلف كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
روبرت بي. جورج: هو مفكر أمريكي، وباحث في القانون، وفيلسوف سياسي، ويعدُّ أحد أبرز المثقفين المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، واشتهر بتخصُّصه ومحاضراته حول التفسير الدستوري، والحريات المدنية، وفلسفة القانون، والفلسفة السياسية، وقد حصل على العديد من الميداليات، كميدالية المواطنين الرئاسيين، وميدالية كانتربري، ومن مؤلفاته:
Natural Law, Liberalism, and Morality.
The Meaning of Marriage: Family, State, Market, And Morals.
Embryo: A Defense of Human Life.
What Is Marriage? Man and Woman: A Defense.
معلومات عن المترجم:
إدريس محمود نجي: هو مترجم لعدد من المقالات والكتب، ومن ترجماته:
مهددات الإلحاد الجديد.. صعود التطرف العلماني.