الحرية
عند وجود مشكلة في أي علاقة، كوجود مدير ساخط دائمًا على الرغم من عدم وجود سبب لذلك السخط، نقع في خطأ أن خروج المدير من حالة السخط، هي مهمتنا حيث نحاول إرضاءه بشتى الطرق، لكن في الواقع هذه مهمته، ومهمتنا هي أن نقوم بعملنا على أكمل وجه، فنعم، السلوك الإنساني يفرض علينا التناغم مع المجتمع، لكن يفرض علينا أيضًا الاستقلال بالذات، فمهما أخذ من حولنا صورة عنا وإن كانت خاطئة، فليست مهمتنا أن نوضح لهم الأمر، إن تطلَّع أحدهم أن نُقدم على خطوة، لم ننوِ الإقدام عليها، فهذه أيضًا ليست مهمتنا، وعلينا أن نفصل بين المهام، فمهمة من حولنا أن يُرشدونا، لكن مهمتنا أن نتخذ الطريق المناسب حتى وإن كانت عكس تطلُّعاتهم، والعكس صحيح.
يبدو الأمر سهلًا عند التحدث عنه بشكل نظري لكن على المستوى العملي لا يبدو بتلك السهولة، أول سبب لذلك هو الميل إلى اتخاذ الطريق الذي رسمه لنا الآخرون، لأن ذلك أسهل بكثير من تحديد رغباتنا وأهدافنا، على الرغم من أن ذلك لن يجعلنا نشعر بالسعادة، لأننا نكبت مشاعرنا ورغباتنا، إلى جانب القلق الدائم من عدم تحقيق تطلعات الآخرين، وثاني سبب هو الميل إلى عدم التعرض لسخط الآخرين، لأننا نرغب دائمًا أن نشعر أننا محبوبون، وللأسف هذا يُقيِّد حريتنا.
لكن يُمكن أن نتحرَّر وتتحسَّن علاقاتنا إن تعلمنا عدم التحكم في حياة الغير وعدم السماح لهم بالتحكم في حياتنا، الأبناء لا يهتمون بالدراسة فهذه مهمتهم، ومهمتنا أن نُرشدهم من بعيد دون التدخل بشكل صارم في حياتهم وقراراتهم، لأننا بتدخلنا لن نعطيهم الفرصة للتعلم، لذا فلن نتدخل إلا إذا وجدنا أنهم لا يستطيعون التعامل مع مشاكلهم، حينها نلفت انتباههم بشكل ما إن أرادوا المساعدة فنحن هنا، بهذا الشكل تقل القيود في العلاقة ويشعر الطرفان بالراحة، ونصل إلى الغرض من التغيُّر، وهو تحسين العلاقة، وليس انتظار تغيُّر الطرف الآخر لأن انتظار رد فعل من الغير مقابل أفعالنا هو نوع من أنواع التحكم.
الفكرة من كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
في سن الطفولة، يحلم المرء بلا قيود، ويسعى والداه لإسعاده وتذليل الصعوبات أمامه، لكن بمجرد الوصول إلى سن الرشد، يبدأ الوالدان بالانسحاب، وتظهر المهام والمسؤوليات، وتصبح العلاقات معقدة وتزداد تعقيًدا بمرور الوقت، إضافةً إلى إدراكه لحقائق أليمة كالتمييز والحروب، والتى قد يواجه بعضها لتؤثِّر في سلوكه، أو قد يشعر أنه سجين تطلُّعات الآخرين، ما يجعله قلِقًا طوال الوقت.
كيف يُمكن وسط هذا التعقيد أن يصبح الإنسان سعيدًا، وهل العالم مُعقَّد فعلًا، أم أن هذا التعقيد نابع من ذاتنا، وهل يمكن أن تتغيَّر نظرتنا إلى الحياة بشكل عام، وكيف يُمكن أن نتحرَّر من ذكرياتنا الأليمة وتطلُّعات الآخرين لنصبح سعداء، كل هذا يجيب عنه هذا الكتاب على هيئة حوار فلسفي جدلي على غرار مناظرات سقراط، وبناءً على نظريات الطبيب النفسي النمساوي ألفْرِد أدلر عن الشجاعة.
مؤلف كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
إيشيرو كيشيمي: فيلسوف وعالم نفس ومُترجم للغات الإنجليزية والألمانية، وُلِد بمدينة كيوتو، باليابان عام 1956، وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة كيوتو، وقد عمل مستشارًا في Maeda Clinic، وقام بتدريس الفلسفة في مؤسسات مختلفة مثل جامعة كيوتو وجامعة نارا النسائية، ويقوم حاليًّا بتدريس علم النفس التربوي وعلم النفس الإكلينيكي في كلية ميجي للطب الشرقي في سويتا، بأوساكا.
فوميتاكي كوغا: كاتب ياباني محترف حائز على العديد من الجوائز القيِّمة، وُلِد بمدينة فوكوكا عام 1973، وأصدر العديد من الكتب الأكثر مبيعًا في مجال الأعمال، وقد تأثَّر في نهاية العشرينيات من عمره بعلم النفس الفردي القائم على نظريات ألفريد أدلر، وتلقَّى خلاصة علم النفس الفردي من إيشيرو كيشيمي.
نُشِر هذا الكتاب عام 2013، وأصبح من ضمن الكتب الأكثر مبيعًا، لذلك قرَّر المؤلفان تكرار التجربة، وتأليف كتاب آخر معًا تم نشره عام 2016 تحت عنوان:
The Courage to be Happy : True Contentment Is In Your Power.
معلومات عن المترجم:
مصطفى الورياغلي: روائي وناقد ومُترجم مغربي، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية تخصص الأدب العربي الحديث عام 2005، وقد ألف عددًا من الروايات، منها:
أبواب الفجر.
جنة الأرض.
وقد قام بترجمة عدَّة أعمال، منها:
حان الوقت لإضاءة النجوم من جديد.
فتاة الأمس.