الجمال والمجتمع
الجمال والمجتمع
إحدى أهم الوسائل التي تُعين الإنسان أن يُكمل سيره في هذه الحياة بنفس مُطمئنَّة هي القدرة على تذوُّق الجمال واستخلاصه فيما حوله، فإن قدَّم الأبوان لطفلتهما القدرة على أن تتأمَّل، وأن تنظر فينمو حسُّها الجمالي، فقد قدَّما لها الخير الكثير، فيُدرِّباها على ترقية الحس حتى تشعر بما يحيط بها من جمال الكون وجمال الحياة الإنسانية، ثم تستفيد من هذا الإحساس بالجمال فيما يساعدها على أن تصبغ حياتها بأكملها به.
وتبدأ تلك الروح الجمالية في الطفلة عن طريق بيتها، فهو العالم الذي يستقبل الطفلة، وعنه تأخذ المقومات الأولى لحياتها خُلقيًّا وجماليًّا، ولإنماء ذلك الحس الجمالي لا بدَّ تعويد الطفلة على النظر والتأمل في الكون والمشاعر والآيات القُرآنية، وتزويد الطفلة بالأداوت التي تمكِّنها من صناعة الأعمال الفنيَّة، وأن تتخيَّر لها الأم الزينة المناسبة لعُمرها وأن تعوِّدها على النظافة والجمال، كما تحببها في الحجاب والستر والحياء، وعند تعاملها مع الغير لا بدَّ من إرشادها لحقوق الآخرين، وأن اختلاف البشر هو تكامل لاحتياجاتهم، فلا بدَّ من المحافظة على مشاعر الآخرين، ومساعدتهم وحفظ حقوقهم، وعدم الخوض في أعراضهم أو الحديث عنهم بسوء لأنه يؤذيهم.
وبالنظر إلى الدوائر المحيطة بالطفلة، فلا بدَّ من إرشادها لحقِّ كل دائرة مجتمعية، فالناس كافَّة لهم حقوق، وللمسلمين، والأقارب والأصحاب، وللضيف والجيران، فتتعلَّم الطفلة أن تُكرم الضيوف وتُقدِّم لهم المأكل والمشرب، وأن تحفظ للجار حقَّه وتُكرمه بين الحين والآخر، فتعتاد الكرم والعطاء.
وقد تقع الطفلة في بعض الأخطاء، كالسرقة والكذب.. حينها لا بدَّ للوالدين من معرفة الدافع وراء ذلك، فلو كانت السرقة فيبحثان إذا ما كان لها احتياج ما لم يتم توفيره، وإن كان الكذب فهل كان لنيل شيء ما أم حبًّا في الظهور، وبمعرفة الدافع يبدأ الوالدان باتخاذ الإجراء المناسب للتعامل معها.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
إن للأبوين الدور الأول في توجيه حياة الطفل مُستقبلًا والتأثير في شخصه وطباعه ومعتقداته، وقديمًا كان الآباء يحتفون بالمولود الذكر دون الأنثى، إلا أن الإسلام ضبط هذه الأهواء، وحبَّب في تربية الإناث وتعليمهن منذ الطفولة، بل رتَّب أجرًا عظيمًا لمن رُزِق بفتاة أو أكثر وأحسن إليها وأدَّبها وعلَّمها فكانت له حِرزًا من النار، وبهذا كان للأنثى في طفولتها الحق في تقديم الرعاية والتربية الصالحة التي تجعل منها إنسانًا مُتزنة صالحة، تعبد ربَّها وتنفع مجتمعها.
وفي هذا الكتاب تقدم الدكتورة فصولًا في إرشاد الوالدين لتنشئة الطفلة على نحو سليم من الاتجاه العقدي والوجداني والفكري والجسدي والاجتماعي.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
حنان عطيَّة الطوري الجهني سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).