التفكير والأحلام
التفكير والأحلام
البشر يُسمح لهم باختيار نمط حياتهم وعملهم وهكذا، كما يجب عليهم التعايش مع الواقع حتى لو نبع هذا عن عدم رغبتهم في الشيء أو عدم رضاهم، فقد يُولد الإنسان قعيدًا لكن في نومه يحلم بأنه يطير، أو كفيفًا ويجد نفسه في حلمٍ ما يرى، جاءت الأحلام لتكون مخرجًا لكل رغبة دفينة لا يعبِّر الإنسان عنها وهي نوع من أنواع التفكير لكنه نابع عن رغباتنا الدفينة، هو عالم آخر بلا حدود ولا منطق، ويُسمى بالتفكير الذهاني؛ وهو بمثابة أفكار مشتَّتة تُجمع في صور مرئية أثناء نوم الإنسان، فهي مزيج من علاتنا النفسية والعقلية ورغباتنا التي نريدها أو مخاوفنا التي نتجنَّبها، والإنسان المريض والسوي يحلم، وقد تحدث أحلام من نوع آخر أثناء يقظة الإنسان وممارسته لحياته الواقعيَّة، وتسمَّى بأحلام اليقظة، وهو نوع آخر من الأحلام والتفكير يُعبِّر الإنسان فيه عن رغباته وهو مستيقظ يفكِّر أو يهرب فيها من واقع مؤلم أو صدمة نفسية أو حتى حياة غير راضٍ عنها يرى نفسه بطلًا ربما، أو رغبة لو عبر عنها أمام المجتمع ونفسه سيتهمونه بالمرض أو بأنه حالم غير واقعي، ويختلف الإنسان في واقعه عن حلمه كأن شخصين مختلفين يملكان جسدًا واحدًا أحدهما ذو تفكير معين في الواقع والآخر أثناء نومه يحلم بالنقيض تمامًا، وهناك أربع وسائل لصياغة الأحلام؛ التصوير البصري في الحلم، وفي أغلبها يكون صورًا تعبر عن أفكار، ثم النقل والإبدال أي كتبديل موقفك داخل الحلم عما حدث بالواقع، والتكثيف الذي يتكامل مع الوسيلة الأولى لكنه يضيف لغة مع الصور، وأخيرًا الرموز؛ ويلجأ إليها الحالم حين لا يستطيع تحقيق الوسائل الأخرى.
الفكرة من كتاب التفكير عند الإنسان
تعدَّدت استخدامات التفكير في حياة الإنسان حتى دعانا ذلك إلى التفكير في التفكير ذاته والبحث عن ماهيته، ويدور هذا الكتاب حول التفكير عند الإنسان وفي حياته وماذا يُقصد بالتفكير، وإن اختلف التفكير بين إنسان وآخر كان المشترك بينهما هو أن نتيجة التفكير دائمًا ما تؤول إلى تغيير وحل.
مؤلف كتاب التفكير عند الإنسان
أحمد فائق ولد 8 أغسطس 1936، حاصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس وماجستير ودكتوراه في علم النفس، عمل أخصائيًّا نفسيًّا بوزارة الصناعة، ومدرس علم النفس بجامعة عين شمس، ومن مؤلفاته: “جنون الفصام”، و”مدخل إلى علم النفس”، و”التحليل النفسي بين العلم والفلسفة”، وله العديد من الأبحاث التى نُشِرَت في الدوريات العلمية.