التأقلم مع الشخصيات الصعبة
التأقلم مع الشخصيات الصعبة
بعد أن تناولنا استراتيجيات التعامل مع الشخصيات الصعبة بشكل عام، نأتي الآن لوضع استراتيجيات خاصة للتعامل مع الشخصيات الصعبة الميالة إلى الإجهاد من النوع “أ”، والشخصيات المثيرة للغضب، والشخصيات العدائية كل على حدة.
فعند التعامل مع الشخصية الميالة إلى الإجهاد، أول ما يجب وضعه في اعتبارك أنهم أشخاص لا يتمتعون بمهارات الاستماع الجيدة، وغالبًا ما يقاطعون الآخرين ولا يهتمون بالوقت، ولكن يجب عليك أن تتذكر أن هؤلاء الأشخاص ليسوا سيئين، فتجنب الغضب والتحدي معهم، وقرب نفسك منهم بطرائق مباشرة وغير مباشرة لتعزيز ولائهم، وكن صريحًا في التعبير عن مشاعرك لهم لبناء الثقة بينكم.
وعند التعامل مع الشخصية المثيرة للغضب، يمكنك استخدام بعض التقنيات المفيدة للتعامل معها، مثل التفاوض ومعالجة الانتقادات، واستخدم أساليب تساعد على تجنب أن يصبح الشخص المثير للغضب هو المسيطر على النقاش، وذلك من خلال التواصل المباشر واستخدام عبارات وأفكار إبداعية.
أما الشخصية العدائية فيعد التكيف معها صعبًا، ولكن يجب أن تكون مثابرًا في توجيه هذه الشخصية، فعند مواجهة شخص عدائي يجب أن تبقى هادئًا وتتنفس ببطء، وتستمع لكلامه لتظهر احترامك له. حاول أن تجد نقاطًا تتفق معها في كلامه، واستمع جيدًا لكلامه، فبمحاولتك لإيجاد نقاط في كلامه تتفق معها ستجعله يشعر بالاحترام الذي توليه له، وكن موجزًا في رفض أفكاره إذا اختلفت معه، بشكل لا يتسم بالدفاعية أو العداء.
الفكرة من كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
تلعب جودة العلاقات الإنسانية دورًا حيويًّا في تحديد صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يتيح مكان العمل فرصًا لتطوير شبكات الدعم الاجتماعي التي تحمينا من الضغوطات الناجمة عن الحياة الحديثة.
ويُقال إن زملاء العمل يُمَثِّلُونَ عائلة بديلة لنا، وقليلون هم الأفراد القادرون على العملِ والازدهارِ بنجاحٍ في العزلة الاجتماعية، ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأشخاص في مكان العمل قد نفضل أنْ نَعيش من دونِهم، لأننا نجدُ صعوبةً شديدةً في العيش والعمل معهم.
إن فن التعامل مع الناس يعد مهارة تتقنها القلة، وذلك بسبب اختلاف نفسيات البشر، لذا يقدم هذا الكتاب نموذجًا للتعامل مع فئة محددة من الأشخاص، وهم الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة أو العسيرة.
مؤلف كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
كاري إل.كوبر: مؤلف ومحرر لعدد كبير من الكُتب، وُلد في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متميز في علم النفس التنظيمي والصحة في كلية الإدارة جامعة لانكستر، وهو الرئيس المؤسس لأكاديمية إدارة بريطانيا، وأحد الأعضاء القلائل في المملكة المتحدة في أكاديمية إدارة (أمريكا)، ورئيس سابق للجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، ورئيس لمنظمة “RELATE”، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 حصل على لقب فارس لمساهمته في العلوم الاجتماعية.
فاليري ساذرلاند: شاركت مع كاري كوبر في تأليف عدد من الكتب، أبرزها:
Organizational Stress Management: A Strategic Approach