البيئة والمجتمع
البيئة والمجتمع
لقد حازت التربية على أهمية كبيرة في المجتمع بسبب فوائدها ودورها الأساسي في ضبط الإنسان، فهي تعزِّز القوى الباطنية للشخص وتسهم في اكتشاف جوهره، كما أنها تغلق طرق الفساد وتدفع الإنسان نحو طرق الفكر السليم والأخلاق الكريمة، كما أن فوائدها تمتد إلى كل الفروع، فعلى الصعيد الاجتماعي ترفع مستوى نضج الناس وتساعدهم على التفاهم والتعاون والالتزام بالمسؤوليات، وعلى الصعيد الثقافي تساعدهم على نقل التراث والخروج من غيابات الجهل لنور العلم والفكر السديد.
وأثناء سير وظيفة التربية لا بد من الاهتمام ببناء وتعليم الإنسان، تعليمه أمور عقيدته وتعليمه الحدود وتعليمه الضرورات وكيفية السعي في الحياة، وتعليمه الاهتمام بالجسم والذهن والعقل والنفس لأن التربية هي وسيلة لبناء الإنسان وإعداده للحياة، وهي تنمِّي علاقته مع الله تعالى أولًا ثم مع الناس ومع أهله ووالديه وإخوته وأقاربه، كما تعلِّمه طبيعة علاقته حتى مع الحيوان .
وهناك ثلاثة عناصر تؤثر في بناء الإنسان، وهي الوراثة والبيئة والفكر والتفكير الشخصي والقرارات الناجمة عنه، وبالتأكيد فإن الناس هم النواة الأساسية في المجتمع، والصبي يتأثر بأسرته في المقام الأول، لذا نقول إن الأسرة قد تبني شخصية إنسان أو تهدمها!
وفضلًا عن الجانب الوراثي، فإن دور الوالدين كبير، وهما البيئة الأساسية للطفل، وبهما يتأثر ويقلِّدهما في معظم الأشياء، والأم تحديدًا هي النموذج الذي يعرفه الطفل لكي يتحرَّك في هذه الحياة، أمَّا الأب فهو نموذج للعدل والانضباط، كما يتأثر الطفل بباقي أعضاء الأسرة والأقارب والزملاء والمعلِّمين وقادة المجتمع.
الفكرة من كتاب أسس التربية
التربية هي أداة لتوجيه الإنسان ومساعدته لإصلاح حياته، كي يتعايش ويندمج بالشكل السليم مع المجتمع، وهي مرتبطة بالسياسة والاقتصاد والحضارة وغيرها، والآن.. للأسف فقدنا مقوِّمات التربية الصحيحة بعض الشيء، فكيف السبيل لإدراك هذا التقصير؟ هذا ما سيتضح لنا في الكتاب.
مؤلف كتاب أسس التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “الوسواس والهواجس النفسيَّة”، و”دُنيا الفتيات المراهقات“، و”تربية الطفل.. دينيًّا وأخلاقيًّا”.