الانضباط (قانون الفيل)
الانضباط (قانون الفيل)
يستطيع الفيل أن يحمل بخرطومه جذع شجرة يقارب مائتين وخمسين كيلو جرامًا، وهو بنفس الخرطوم القوي يلاعب أطفاله ويداعبهم بحنان ورقة شديدين، وإذا تعرَّض الصغير لخطر تجذبه أمه بقوه بخرطومها لحمايته، وهي أيضًا ترش به الماء عند استحمام الأطفال، وتطلق به الصيحات العالية كصيحات للإنذار.
إذًا فخرطوم الفيل يمثل الحنان والصلابة، وكذلك الحزم والمرونة معًا، فنتعلَّم منه أن نميز بين الحب الذي يفسد الطفل أو يصلحه، فبعض الآباء يفرط في تدليل الأطفال وتلبية رغباتهم بدعوى الحب فيفسدهم، والبعض الآخر يسرف في الشدة والصرامة والتطلعات حتى يتشكَّك الطفل في مشاعر أبويه تجاهه، لذا لا بدَّ من الحكمة وتحقيق التوازن الذي ينشئ أطفالًا مغمورين بالحب ويقدِّرون الانضباط، أن نضع القواعد بحزم وجدية، ولكن ندع مساحة من المرونة والتفهم لمشاعر أطفالنا ورغباتهم، وإعلامهم بذلك في وضوح، وربط كل القواعد التي تسهم في الانضباط وحرص الأهل على تأكيد الحب غير المشروط.
الفكرة من كتاب بناء شخصية الأطفال
إذا كان لديك طفل واعتنيت بدروسه والرياضات التي يلعبها ودروس الموسيقى التي يحضرها، وأدخلته أفضل مدرسة ثم أفضل جامعة، فهل تكون بذلك قد ربَّيته على نحو جيد؟
إن ما فعلته مع هذا الطفل لم يكن تربيةً، بل تنظيمٌ لحياته، وكثيرٌ من الآباء ينجحون في هذا التنظيم في حين يفشلون في التربية، والفارق أن التربية عملية قلبية وعقلية تضفي معاني الدفء والالتزام والثناء على التنظيم والمواعيد المهمة في حياة أطفالنا.
ويعرِّف المؤلفان التربية أنها: “الاستخدام الدافئ والحكيم للحب”، ويستعرضان من خلال كتابهما تسع قواعد من أجل بناء أطفال أسوياء في مناخ أسري صحي.
مؤلف كتاب بناء شخصية الأطفال
ليندا وريتشارد آير: محاضران دوليان، معيَّنان في البيت الأبيض كخبراء في مسائل الأسرة، ومؤسِّسان للمنظمة العالمية للآباء والأمهات، وهما زوجان، أب وأم لتسعة أبناء.
ألَّفا أكثر من 12 كتابًا في التربية منها:
علِّم أطفالك القيم.
توازن الحياة، أم الأطفال المرحة.
كيف تتحاور مع طفلك عن الجنس.
ثلاث خطوات للوصول إلى أسرة قوية.