الاكتئاب تحت الميكروسكوب
الاكتئاب تحت الميكروسكوب
هل تساءلت من قبل: لم لا تكون كآبتك مقبولة إذا انهار زواجك فجأة بعد ثلاثين سنة من الزواج؟ أو لماذا لا تكون كآبتك مقبولة إذا وجدت نفسك من غير منزل يأويك؟ تجد الجميع يحصرون جميع أسباب الاكتئاب في كونه خللًا بالدماغ، وإذا كان الاكتئاب منطقيًّا في كونه خللًا بالدماغ، لماذا لا تكون باقي أسبابه كذلك منطقية؟ وإجابة هذه الأسئلة تكشف القناع عن خطأ رئيس تقع فيه ثقافتنا بشأن الألم، فنحن لا نأخذ في الحسبان الإطار الحياتي المحيط بالمعاناة، فنتصرَّف وكأن كآبة الإنسان شيء منفصل عن حياته، ويمكن التعامل معها بناءً على بعض التشخيصات والقياسات العامَّة، كما نستخدم مصطلح “الصحة العقلية” للتحدُّث عن مرضى الاكتئاب رغم أنه من الأصح استخدم مصطلح “الصحة العاطفية”.
وعند إجراء تجربة على مجموعتين مختلفتين من النساء، تتألَّف المجموعة الأولى من نساء تمَّ تشخيصهنَّ بالاكتئاب، والمجموعة الثانية تم اختيارها بعشوائية، وهن نساء لم يتم تشخيصهنَّ من قبل بالإصابة بالاكتئاب ومن مستوى دخل متساوٍ، وتم إجراء مقابلات مع كلتا المجموعتين لعدة سنوات، وبعد أعوام من العمل الدؤوب والتحدُّث مع جميع المشاركات، فقد تبيَّن أن النساء المكتئبات كنَّ أكثر تعرُّضًا للضغوط، ولصعوبات طويلة الأمد في السنة التي سبقت إصابتهن بالاكتئاب، وذلك بنسبة ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع النساء غير المكتئبات، كما تبيَّن أنه لو كان لإحداهنَّ مصدر استقرار أو أمان في حياتهن، فمن شأن ذلك أن يخفِّف بقدر كبير من كآبتهن، فوجود زوج أو صديق أو صديقة للمساندة يخفِّف من حدة الاكتئاب بشكلٍ كبير.
وبالتالي فإن كل أمر سلبي يُصيبك، وكل مُسبِّب للضغط، وكل غياب للمساندة يعزِّز من خطر إصابتك بالاكتئاب أكثر، ولقد برهنت تلك النساء أن الاكتئاب بالفعل، وبنسبة كبيرة، ليس مشكلة في دماغك بل مشكلة في حياتك، وبعد إجراء المزيد من تلك التجربة على أعراق وعيِّنات مختلفة من الناس والوصول إلى نفس النتيجة في كل مرة، تم تأكيد أن بعض أشكال الاضطراب النفسي مثل الاكتئاب والقلق تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسة، وهي: عوامل عضوية، ونفسية، واجتماعية، وكلها حقيقية، ويؤكِّد المنهج التعليمي أن لكل تلك العوامل دورها الفعال، وهذا ما دفع الكاتب للبحث في أسباب الاكتئاب بأنواعه المختلفة ووصل إلى إحصاء تسعة أنواع للاكتئاب قد تكون سببًا كبيرًا في كونك مكتئبًا.
الفكرة من كتاب إخفاق التواصل.. كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل
يُصاب أغلبنا بالاكتئاب، ونتيجة لذلك نهرع للذهاب إلى العيادات النفسية لكي نتخلَّص من تلك الحالة السلبية التي تُعكِّر صفو حياتنا، كما كثُرت الأقاويل حول كون الاكتئاب خللًا في النواقل الكيميائية في الدماغ، ولا بد من أخذ أدوية ومضادَّات للاكتئاب كي تستعيد حياتك الطبيعية، ولكن هل توقَّف أحدكم لوهلة للبحث في أسباب إصابته بالاكتئاب؟ وهل تأكد من أن حالته بالفعل تستلزم تناول مثل تلك الأدوية؟
منذ زمنٍ طويل ونحن يتم دفعنا بأسلوب منهجي إلى الأخذ بمعلومات غير دقيقة حول حقيقة الاكتئاب والقلق النفسي، ولذا جاء إليك هذا الكتاب ليساعدك على اكتشاف الأسباب الحقيقية التي تدفعنا إلى الوقوع في حالات الاكتئاب والقلق النفسي الشديد، واكتشاف السبل المؤدية إلى التخلُّص منهما، فقد عانى كاتبنا من الاكتئاب طوال حياته، بل وظل يتناول أدوية الاكتئاب لثلاثة عشر عامًا، ومع ذلك لم يتخلَّص منه، فهيا بنا لننطلق في رحلة جديدة ممتعة ستكون أنت فيها قائد نفسك لتُحدِّد الصواب من الخطأ.
مؤلف كتاب إخفاق التواصل.. كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل
يوهان هاري: صحفي وكاتب بريطاني سويسري، كتب للعديد من الجرائد والصحف العالمية مثل: “نيويورك تايمز” و”لوس أنجلوس تايمز”، ويتحدَّث بصورة منتظمة في أشهر البرامج الحوارية، كما حصل على العديد من الجوائز مثل: “صحافي الجريدة لمدة عامين من منظمة Amnesty”، ولديه العديد من الكتب التي تدور حول موضوعات الاكتئاب، والحرب على المخدرات، والنظام الملكي، وقدم أيضًا العديد من المحادثات حول مواضيع الإدمان، والاكتئاب والقلق على منصة TED.
ومن أبرز أعماله:
God Save the Queen?
Chasing the Scream.
Stolen Focus.
معلومات عن المترجمة:
آمال الحلبي: مترجمة قامت بترجمة عمل آخر، إضافةً إلى هذا الكتاب بعنوان “حدِّثهم عن المعارك وعن الملوك وعن الفيلة”.