الإسلام الآن
الإسلام الآن
كيف يمكننا الاستفادة من تعاليم الإسلام في ظل الوقت الراهن المليء بالتناقضات والنزاعات والأزمات المختلفة والمتجددة، وكيف يمكننا الاستفادة من تشريعه في بناء الأسرة ونشر الفضيلة والقضاء على الفاحشة والتعامل بالحسنى؟
إن ذلك لن يتم بمجرد عرض نظري للسيرة والأحاديث، بل لا بد من أسلوب عملي واقعي، وذلك ماكان يتبعه النبي الكريم، فقد كان نموذجًا فعَّالًا وكانت القيم متمثلة في شخصه أولًا قبل أن تنتقل إلى العالم حديثًا وسيرة.
وهنا تقترح الكاتبة مجموعة من الوسائل المعاصرة التي يمكن من خلالها إيصال تعاليم الإسلام وعرض شخصية النبي الكريم بأسلوب يناسب الزمان ويؤتي ثماره في الإصلاح، ومن ذلك دور سفارات العالم الإسلامي في التعريف بشخصية النبي وعرض ما قدمه للعالم، وكيفية الاستفادة من ذلك في عصرنا الحالي، وهذه الوسيلة اتبعها النبي بالفعل حين كان يرسل أفضل سفرائه وينتقيهم بعناية ليكونوا صورة الإسلام المشرفة أمام الآخر، فكان ينتقي لتلك المهام أصحاب المظهر الحسن والعلم واللياقة.
الوسيلة الثانية تكمن في تفعيل دور المؤسسات التعليمية كالجامعات والمدارس في عرض سيرة النبي محمد بعيدًا عن الدور التقليدي النمطي المُتبع في المناهج الدراسية، القائم على الحفظ والتسميع، وتكمن أهمية تلك المؤسسات في أنها تقوم على الإسهام في صناعة الشخصيات بشكل كبير وتكوين طريقة التفكير، وبناءً على هذا فإننا بحاجة إلى التغيير من أساليب تلك المؤسسات بشكل يتناسب مع العصر ومشاكله من خلال عرض مواقف السيرة والقيم المبثوثة فيها بشكل عملي وربطها بالواقع في محاولة لإيجاد الحلول المناسبة.
من الوسائل أيضًا إنشاء مشروع للموسوعة النبوية ولكن بلغات أجنبية، ومن الوسائل المهمة والمؤثرة بشكل كبير أيضًا الوسائل الإعلامية، فمن خلال الإعلام يمكنك أن تروِّج لأي فكرة كانت صحيحة أو فاسدة، وتحويل اتجاه الرأي العام من النقيض إلى النقيض، وبالتالي فإن الوسيلة الإعلامية يمكنها الإسهام في التوعية بشخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وما فعله في العالم بعيدًا عن الأسلوب المنفِّر الذي يقوم به البعض لصرف الناس وتضليلهم المتعمَّد وإظهار صور معينة لبعض المنتسبين إلى هذا الدين بغرض التشويه، وفي ذلك تبيِّن المراسلة الدبلوماسية لصحيفة الواشنطن بوست “روبين رايت” في العديد من دراساتها أن الإسلام من أكثر الأديان تسامحًا على الرغم من كل ما تنقله وسائل الإعلام من صور مشوَّهة عن تعاليمه وعن شخص نبيه الكريم.
الفكرة من كتاب ماذا قدَّم النبي الكريم للإنسانية؟
إن المقارنة بين الأشياء المادية أو المعنوية التي تهدف إلى الخروج بنتيجة عادلة تتطلَّب قدرًا من الحيادية والصدق في تطلُّب الحق الواضح الذي لا اختلاف عليه، وذلك ما نجده في هذا الكتاب، حيث تقوم الكاتبة بالعرض التاريخي المتفق عليه بين المؤرخين والباحثين لحال العالم من جوانب عدة قبل الإسلام وبعده، مستخدمة الأدوات العلمية المنضبطة ومبتعدة عن الأسلوب الحماسي العاطفي في الطرح.
مؤلف كتاب ماذا قدَّم النبي الكريم للإنسانية؟
رقية طه جابر العلواني: أستاذة الدراسات الإسلامية في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة البحرين، نالت العديد من الجوائز، وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية، ومن أبرز مؤلفاتها:
أثر العُرف في فهم النصوص.
تدبر الزهرَاوَيْن.
ميراث المرأة بين النص والتأويل.