الأسرة الأهم
الأسرة الأهم
من وقت شيوع الحداثة في العالم تأثر المجتمع بالسلب، وأصبح الخبراء يدَّعون الفضيلة المثالية دون معايير ثابتة وواقعية، ومثال على ذلك الدكتور فيل، وهو عالم نفسي ويظهر في برنامج “أوبْرا” التلفزيوني، وله موقع على شبكة الإنترنت، وقد أثار الجدل حديثًا في المجتمعات الأمريكية بآرائه حول تصحيح العلاقات والتربية، وفي موقع الدكتور فيل على الإنترنت عرض آراء كثيرة لكن بها عدة مغالطات كما ذكر الكاتب، مثل تبنِّيه لأفكار فلسفة الذرائعية وتقوم على أساس الغاية تبرِّر الوسيلة، ويقول الكاتب عن الذرائعيين إنهم “يتبنَّون كل ما هو نفعي وملائم لغاياتهم ويعتقدون أن المبادئ الأخلاقية تركيبة ذات معايير نسبية”، كما أن الدكتور فيل يدعو الناس إلى إنكار القيم الثابتة والفضيلة، وأيضًا دعا الناس إلى حدوث تغييرات إيجابية لو طبَّقوا نصائحه لهم في غضون أيام، وهذا تعهُّد ضخم قصير الأمد بالطبع، وكل هذا يعني حقيقة واحدة؛ أنه صورة منعكسة للفكر العلماني ومذهب الذرائعية الذي انتشر ما بعد الحداثة.
وكتاب الدكتور فيل “العائلة أولًا” خصَّصه في الغالب عن الأطفال، وأظهر فيه أن أسرة قوية تعني علاقة قوية بين الوالدين والطفل، لكن تخلَّل الكتاب بعض النصائح الضارة مثل: عند تأديب طفل وهو ليس طفلًا لأحد الزوجين عليه الركون جانبًا وترك الوالد البيولوجي للطفل يقوم بمعاقبته، وهذه نصيحة ضارة جدًّا، حيث يجعل أحد الوالدين شخصية ثانوية مساعدة ليس من حقه تأديبه كي لا يُسبِّب له أمراضًا نفسية، وهذا لا يحقق مفهوم الوحدة في العائلة، فقوة العائلة من قوة الزواج، وهذا ينعكس على نفسية الأطفال وسلوكياتهم.
ومن مساوئ ما بعد الحداثة اضطراب الدخل الأسري، ما جعل الوالدين خارج البيت للعمل والطفل في بيئة نهارية خارجية مليئة بالمخاطر أكثر من كونها فعالة لحياته، لكنها ستكون أفضل وخالية من التوتر لو وجد أحد الوالدين في البيت وبخاصةٍ الأم، مع عدم تهميش دور الأب، بل يسعى للتواصل مع طفله، ويتحدث معه حول اهتماماته ويخبره بمدى حبه له ويسمعه، كل هذا يقوِّي علاقة الأبناء بآبائهم.
الفكرة من كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
التربية عمل مقدس، بل هو تكليف وتشريف للوالدين في آنٍ واحد، لكن قلَّما تجد من يقوم بهذا العمل دون ضجيج حوله أو شكوى مُبعثرة في كل أحاديثه، وهذا يدل على شيء واحد، وهو اختلال الأولويات المطروحة اليوم عند الوالدين وبخاصةٍ ما بعد الحداثة، ففي الماضي كانت التربية عملية جميلة صعبة ربما في أوقات كثيرة لكنها ليست مستحيلة عند الوالدين ولا يتذمَّران تجاهها طوال الوقت، بل يواجهان الصعاب في صمت أو على هيئة سؤال لمن يكبرهم سنًّا فحسب، أما اليوم فتجد برامج مُعدَّة واستشاريين أسريين وتربويين ومدارس ومراكز تدريب وتأهيل للوالدين والأطفال، وعلى الرغم من كل هذا المتاح المتعدد فإن التربية تظل مُشكلة كبيرة يختلف عليها أفراد المجتمع فيما بينهم، وهذا ما يوضحه لنا الكاتب من خلال مبادئ حول التربية والأسرة ورعاية الأطفال.
مؤلف كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
جون روزموند: من مواليد 25 نوفمبر 1947، وكاتب عمود أمريكي ومتحدث عام ومؤلف عن الأبوة والأمومة، واختصاصي في علم النفس العائلي، وتم نشر عموده الأسبوعي حول الأبوة والأمومة في ما يقرب من 225 صحيفة، وقد قام بتأليف 15 كتابًا حول هذا الموضوع، تدور أفكاره حول سلطة الوالدين وتأديب الأطفال، نشأ روزموند في تشارلستون، ساوث كارولينا، وضواحي شيكاغو، التحق بجامعة ويسترن إلينوي وتخرج عام 1971 بدرجة الماجستير (MS) في علم نفس المجتمع.
له عدة مؤلفات منها:
“The New Six-Point Plan for Raising Happy, Healthy Children” –
.”Parenting by The Book : Biblical Wisdom for Raising Your Child”-
-Grandma Was Right after All!: Practical Parenting Wisdom from the Good Old Days.
-Parent-Babble: How Parents Can Recover from Fifty Years of Bad Expert Advice.
معلومات عن المُترجم:
سعيد العظم: ترجم عدة مؤلفات منها: رواية “فهرنهايت 451” للكاتب الأمريكي راي برادبري، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.