استعادة دور المربّي
استعادة دور المربّي
هناك نقطة في صالح الأهل بشأن التعامل مع أولادهم، وهي كونهم المصدر الأول لمنح الحب والدعم، حتى بعدما تتنوع تلك المصادر بتقدم الأولاد في العمر واتساع تجاربهم، فإن تأثير الآباء سيظل كبيرًا في أبنائهم، لذلك فحتى عندما ينقطع الأبناء عن أهلهم ويرفضون التواصل، سيكونون على استعداد لتلقي المبادرة من الأهل، وسيشعرون براحة عند تلميح والديهم بالعودة مرة أخرى، وهذه من مزايا دور المربي،
فباستعداد الأهل لإعادة تربية أبنائهم حتى بعد استقلالهم من خلال تحمل مزيد من المسؤوليات، والاستماع للابن وتفهم مشاعره ومنحه التقدير والقبول، دون انتظار الوالدين مردودًا أو تعويضًا لذلك منه، ومن خلال سماحهم له أن ينضج ويستقل بشخصيته ويضع الحدود المناسبة له، سيُحَسِّن ذلك من فرصة الأهل في التعامل بإيجابية مع شكل العلاقة الجديد مع ابنهم بعد إحياء التواصل.
إن صورة المربي بإمكانها أن تساعد الأب والأم على تحويل مشاعر الاستياء إلى شعور بالسخاء والمسؤولية تجاه إعادة تربية ابن بالغ، تلك الصورة الذهنية التي يرسمها الوالد عن نفسه ستجعله يرى نفسه في موقف العطاء، لا المهانة، وفي مرحلة التربية الجديدة تلك ليس من مسؤولية المربي التأكد من سير حياة الابن البالغ بشكل منتظم، كأن يتناول طعامه ويذهب إلى عمله وما إلى ذلك، وإنما يجب أن تركز عملية التربية الجديدة على تلبية الاحتياجات العاطفية، فعندما يشتكي الابن المنفصل من شيء كان يغضبه في الماضي أو ما زال موجودًا في أهله، من المهم ألا يتخذ الآباء وضع الدفاع عن أنفسهم، وإنما يجب أن يكونوا فضوليين تجاه مزيد من المعلومات عن هذا الأمر وأن يمنحوا ابنهم فرصة للتعبير عن ذلك بوضوح.
الفكرة من كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
في المجتمع الحديث نلاحظ تدهور العلاقات بين الأبناء والوالدين عندما يبلغ الأبناء ويبدؤون في الاستقلال بحياتهم، وهو ما يهدد صورة الأسرة المترابطة عبر الأجيال من خلال شبح الانفصال والقطيعة، فمن أكثر الأمور إيلامًا للوالدين شعورُ الإقصاء والاغتراب عن أبنائهم.
وفي موضوع إصلاح العلاقات لا يمكن لخطة واحدة أن ترشد الجميع إلى الطريق الصحيح، لذا جاء الكتاب جمعًا لآراء وأفكار ومعلومات قابلة للتطبيق الواقعي، يمكن الاختيار من بينها وفقًا لظروف الحياة المختلفة، كما يدعونا إلى تغيير طريقة التفكير والتصرف وكيفية المبادرة بتسوية الخلافات مع الابن المنقطع.
مؤلف كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
تينا غيلبرتسون: كاتبة ومتحدثة وصانعة محتوًى، عملت سابقًا في تحرير الصحف المحلية في موطنها بِفانكوفر كولومبيا البريطانية، وعملت بالتمثيل ثم استقرت في عملها معالجة نفسية بعد أن تخرجت بدرجة الماجستير في علم النفس الإرشادي.
ومن مؤلفاتها المنشورة:
Constructive Wallowing: How to Beat Bad Feelings by Letting Yourself Have Them