استدعاء الملك من قِبل الطفل المقدس

إن بداخل كل طفل مقدَّس بذرة للملك، فإن أحسنت رعايتها تنتج ملكًا صالحًا وقويمًا وإن تعاملت معها بسلبية شديدة وإهمال أنبتت أميرًا ضعيفًا في مرحلة الطفولة الذي سيكبر ليكون ملكًا ضعيفًا وجوده مثل عدمه، أما إذا تعاملنا معه بشدة مبالغ فيها فسينتج لنا طفلًا مستبدًّا الذي سيتحوَّل إلى ملك طاغية، وهو طفل متذمِّر عنيد رافض لكل شيء، فعندما تسيطر روح الطاغية تجعل الشخص يتوقَّع المستحيل من نفسه ومن الآخرين ويهين نفسه عندما لا يستطيع تلبية رغبات الرضيع المتطلِّب الموجود داخله، أما التعامل بوسطية مع الطفل المقدس فسترى طفلًا رائعًا فهو مصدر الحياة بداخلنا كلنا يعطينا قدرات سحرية وطاقات هائلة، وعندما نتواصل جيدًا مع الطفل المقدس بداخلنا ينتج لنا الحماس والعيش بسلام.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وعندما يكبر الطفل المقدس وقد تعاملنا معه بشكل سليم ينتج لنا شخصية الملك فور قتل الطفل بداخله من خلال تجربة حياتية قاسية في وقت من الأوقات، وشخصية الملك غالبًا ما تظهر في سنٍّ متأخرة، فهو الأساس الذي تنشأ منه النماذج الأخرى، فالملك محب ممتاز وساحر إيجابي ومحارب جيد، ودوره يكمن في تنظيم البيئة المحيطة وله دور فعال في أسرته وفي المحيطين به، وعند غيابه تختل الأسرة لغياب الطاقة المنظمة التي يخرجها ويوفر الخصوبة والمباركة، أي يمدح الآخرين ويشجِّعهم، وهذا ما يفتقده الشباب حاليًّا وجود الدعم من رجل كبير ناضج ليساعدهم على الثقة والانتقال إلى الرجولة.

ولكي يحافظ الرجل على وجود شخصية الملك بداخله يجب عليه أن يوازن بين الأنا بداخله وبين من حوله؛ فالملك تحرِّكه مصالح المملكة أكثر من مصالحه الشخصية، أما إذا تعاملنا مع الملك بداخلنا بطريقة مهملة فسينتج لنا ملكًا ضعيفًا سلبيًّا لا يقدر على اتخاذ القرارات، أو ملكًا طاغية مستبدًّا يجعل حياة المحيطين به جحيمًا ويكره أي صوت يخبره بالصواب، ويشعر أنه يهدِّد جبروته ويحارب أولاده ليسيطر عليهم، وذلك ليس لقوَّته الشديدة، بل لخوفه الداخلي وعدم إحساسه بالأمان أو لإحساسه بالتهميش، وأنه ليس المركز.

في أعماق كل ذكر بنية أساسية للذكورة الناضجة والإيجابية، وتسمى بالنماذج الأصلية الأربعة وهي (ملك- محارب- ساحر- محب)، فهذه النماذج تمدنا بالقواعد الأساسية لسلوكنا وأفكارنا ومشاعرنا.

فيحدثنا هذا الكتاب عن كيفية اكتشاف هذه النماذج منذ الصغر وكيفية التعامل الصحيح معها لنمو هادئ وناضج عن طريق استعراض الخلفية التاريخية للنماذج السيكولوجية الأربعة عبر مختلف القارات والحضارات والأديان، وهو ما يسمى بالميثولوجيا، ومخاطبة الوعي الفردي والجماعي، وكيف نعالج مشكلة فقدان الهوية الشخصية والجنسية للذكور والرد على النسوية الراديكالية التي تهاجم النسوية المعتدلة وتهاجم فكرة الذكورة نفسها، وتحاول تسطيح دور الذكور دون النظر حتى إلى أفعالهم.

روبرت موور Robert L. Moore: محلل نفسي وأستاذ في علم النفس والأديان في الكلية الإكليريكية العليا بشيكاغو، ومحاضر في مؤسسة كارل يونج.

دوجلاس جيليت Douglas Gillette: فنان ومستشار ديني وباحث في مجال الأساطير القديمة ومؤسس جمعية روحانية العلم.

وقبل أن يتوجَّه المؤلفان إلى مجال التأليف والكتابة كانا يعملان محاضرين ومحللين نفسين واستشاريين يونجيين (أي تابعين لمدرسة كارل يونج في التحليل النفسي)، وباحثين في الميثولوجيا والأديان.