ابدأ بهدفٍ واضِح
ابدأ بهدفٍ واضِح
تتمثل العادة الثانية من العادات السبع في وضوح الهدف في العقل بشكلٍ أوليّ، فاللحظة التي تتغاضى فيها الأم عن الانفعال، هي اللحظة التي يُخطِئ فيها الطِّفل في مُقابل الالتفات للهدف الأسمى وهو تربيته، أي سيتغير رد الفعل بشكلٍ جذريّ ويصيب الهدف تمامًا، لأنّه يوجد فرق كبير بين طِفل يعرف الخطأ ويُحاول إصلاحه، وطِفل يرى نفسه “سيئًا” لأنّه أخطأ، إن هذه العادة تعملُ على إيضاحِ الغاية في الذهن، التي بدورها تقوم على ضبط السلوك، ويُمكن تجسيد هذهِ الغاية، ووضعها نصب أعين أفراد الأسرة، عن طريق وضع “بيان مهمّة الأسرة”، وهو بيانٌ بمبادئِ الأُسرَة التي يريد أفرادها تحقيقها داخل الأسرة، ويتم وضعهُ بشكلٍ جماعيّ في خطواتٍ ثلاث، الأولى: تحديد الهدف من تكوين الأُسرة، وذلك بوضع أفكار الأسرة ومشاعرها في نقاطٍ واضحة، الثانية: تدوين البيان، إذ تعمل الكِتابة على بلورة الأفكار، وتعزيز عمليّة التعلم، لكنّ التدوين الحقيقيّ يجب أن يكون في قلوب أفراد الأسرة وعقولهم، الخطوة الثالثة والأخيرة: استخدام البيان حتى تبقى الأُسرة على المسار
فهو بمنزلة وثيقة تأسيسيّة تُحافظ على تماسك الأسرة، وقد تمتد لأجيال فيها، وهو يُعدّ مرجعًا؛ إذا حادت الأسرة أو أحد الأفراد عنه يمكنُه تقييم نفسه والعودة عن طريق هذا المِعيار ، مما يُكسب الأبوين شجاعة في محاسبة أبنائهما دون إفراط أو تفريط من خوف التسلُّط، وتركهم لمُجابهة عواقب أفعالهم بِحُب وتعاطُف، وكذلك وحدة الرؤية والهدف لدى الأُسرة تعزز بشكلٍ كبير من الترابط الأُسريّ، وهذا البيان يزرع أيضًا قيمة مهمّة لدى أفراد الأسرة وهي أنّ الحُبّ التزامٌ بالقول والفعل، ومُوجِبٌ لتحمّل المسؤولية تجاه أفعالهم، ويُمكن لهذ البيان تعزيز الروابط الأسريّة في الأسرة المُممتدة، وهي الأجداد والأقارب من جهتيّ الأُم والأبّ (الأخوال والأعمام وأولادهم)، عن طريق توحيد الرؤية الشاملة لهم أيضًا، مما يبعث روح الحبّ غير المشروط والالتزام الأُسريّ، ولم شمل الأسرة المُمتدة، الذي يمكن أن يمتدّ لأجيالٍ مُتتابعة.
الفكرة من كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
هذا الكِتاب عرضٌ على نمط كتاب الكاتِب نفسه “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة”؛ يعرضُ فيه سبعَ عاداتٍ مُؤثرة في بناء الكيان الأُسريّ، ومواجهة التحديات المُتزايدة في زمننا المُعاصر المؤدية إلى تفكك الأُسَر وانحلالها، وقد حدد الكاتب ثلاثة أهدافٍ لهذا الكِتاب، وهي تكوين رؤية واضحة للوجهة، وتكوين خطة للطيران، وتحديد البُوصلة، وقد حاول الكاتب تحقيق هذه الأهداف عبر التعمّق الواقعيّ في حياة الأسر في عصرنا هذا، والواقع الذي تنشأ فيه.
مؤلف كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
ستيفن كوفي: كاتب ومؤّلف أمريكيّ وُلِد عام 1932م، بولاية “يوتاه”، وتوفي عام 2012م، عن عُمر يناهز تسعة وسبعين عامًا، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال بجامعة “يوتاه”، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة “هارفارد” في التخصص نفسه، وحصل على الدكتوراه من جامعة “بيرجهام يانج” تخصص التعليم الدينيّ، وهو أبٌ لتسعة أبناء، ومُديرُ مؤسسة “فرانكلين كوفي” الواقعة في مدينة “ويست فالي سيتي” الأمريكيّة، وهي مؤسسة استشارات وتدريب للمؤسسات والأفراد، لهُ العديد من المؤلفات أشهرها كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة“، وكِتاب “الأَوْلَى أولًا“.