إدارة الضغوط
إدارة الضغوط
تُعدُّ المرونة والقدرة على التأقلم السريع مع المواقف والأحوال إحدى الخصائص المساعدة على النجاح في الحياة بشكل عام، وكذلك طريقة التعامل مع الضغوطات والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والتصرف المناسب، وتنشأ الضغوطات نتيجة ما تفرضه علينا البيئة المحيطة والتغيُّر السريع في العالم من حولنا وما يتبعه من زيادة المتطلَّبات والاحتياجات، ويظهر أعراض ذلك بسرعة الغضب والانفجار لأقل الأسباب، وما يصاحبه من تقلُّصات في المعدة وزيادة ضغط الدم وزيادة النسيان وتأجيل المهام المطلوبة وقلة الاهتمام بالأصدقاء وصعوبة التركيز والتململ وصعوبة النوم وضعف الرغبة في الكلام، وتختلف درجة استجابة الناس للضغوطات المختلفة، فقد يشعر أحدهم بالهياج لازدحام المرور من حوله في الوقت الذي يشعر فيه الآخر بالاسترخاء، ويثير ذلك التباين في ردود الأفعال تجاه نفس المثير التساؤل عن سبب ذلك، وتكمن الإجابة في القدرة على التعامل مع الضغوطات والتخفيف من آثارها السلبية.
وليست كل الضغوط سيئة حيث يصف علماء النفس بعض الضغوط على أنها إيجابية عندما تحفِّزنا على العمل وبذل الجهد والطاقة، ولا تستطيع أجسامنا التفرقة بين الضغوط الإيجابية والسلبية، حيث يستشعر الجسد كلًّا منهما بنفس الطريقة، ويمكن اختبار ذلك بملاحظة ما يظهر على الجسد من أعراض في أوقات الفرح الشديد وأوقات الحزن أو القلق، وتحدث المشكلة عندما تتجاوز الضغوط قدرتنا على إدارتها أو تجاوزها، مما يؤدي إلى الإنهاك، لذلك من الأفضل التعامل مع الضغوط في مرحلة مبكرة قبل أن نصل إلى مرحلة العجز.
وتكون الوقاية هي أفضل الطرق للتعامل مع الضغوط من خلال المواظبة على عادات الاسترخاء والتأمل، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة أو ممارسة رياضة المشي، أو قضاء بعض الوقت في ممارسة الهوايات والأنشطة الممتعة، ولا تأتي مهارات التحكم في الضغوط بالفطرة، ويمكن تعلم مهارات جديدة للتحكم في التوتر أو تعديل المهارات الحالية في هذا الشأن للتعامل معه بصورة أفضل.
وتتعدَّد الأساليب التي تساعد على زيادة الوعي بالانفعالات، ومنها: تخصيص عشر دقائق يوميًّا في نهاية اليوم لمحاولة استعراض أحداثه وأبرز المواقف التي صاحبها انفعال شديد ومحاولة التعرف على سبب ذلك، وإذا لم يتمكَّن المرء بفعل ذلك بنفسه يمكنه الاستعانة بمعالج نفسي.
الفكرة من كتاب النوع الآخر من الذكاء
كم من مسيرة مهنية أو علاقة أو زيجة أو صداقة دُمِّرت من أحد أطرافها، بسبب لحظة من الغضب أو التحدُّث بكلمات في لحظات انفعالية فأورثت الندم؟
يُعدُّ تأثير الانفعالات في الحياة فكرة ليست جديدة، لذلك من الضروري أن نعرف مواضع الانفعال ونحيد آثارها حتى لا تصبح معوِّقات لتحقيق النجاح، وفي هذا الكتاب يتناول الكاتب ماهية الذكاء الانفعالي والذات الإنسانية وكيفية تكوين علاقات صحَّة ووسائل إدارة الضغوط.
مؤلف كتاب النوع الآخر من الذكاء
هارفي دوتشيندورف Harvey Deutschendorf: مؤلف ومتحدث. عمل في مجال الذكاء العاطفي لأكثر من 10 سنوات، ومدير معتمد لـ BarOn EQI، وهو أول اختبار صالح علميًا للذكاء العاطفي معتمد من جمعية علم النفس الأمريكية.
من أهم كتبه:
Of Work and Men
The Other Kind of Smart