إدارة الصراعات
إدارة الصراعات
ربما لا تكون مشكلتنا في الصراع نفسه وإنما في طريقة تعاملنا معه، حيث تختلف الصراعات من صراع إلى آخر ومن شخص إلى آخر؛ فهي لا تقف جميعًا على خط مستقيم واحد من حيث مستوى الخطر وحجم العواقب والآثار، حتى أن التعامل معها بنفس الدرجة والأسلوب قد تكون عواقبه وخيمة ومكلفة.
وعلى الرغم من أن الصراعات أمر غير محبوب ولا مرغوب، فإن لكل وجه قبيح آخر حسنًا؛ فقد تكون الصراعات بوابة لدخول عالم ابتكار الحلول، وتعلم التسويات، والمرونة في التعاطي مع النوازل والأزمات، واكتساب مهارات التفاوض والتضامن والتطور الشخصي والاجتماعي.
وهذا يتحقق غالبًا بتحديد صراعاتنا ومعاركنا من حيث مدى تأثيرها فينا وفي حياتنا وأهميتها، فتجنُّب الصراعات الجانبية مثلًا وغير الضرورية يكفل لنا اتصالًا مستقيمًا بذواتنا ويوفِّر طاقاتنا، كما أن تفحُّصنا للصراع نفسه وتجريده وتفكيكه يجعلنا أكثر قدرة على قراءته بوضوح والحكم عليه بطمأنينة أكثر.ض
ومن فنون إدارة الصراع كذلك قدرتنا على الانسجام والتعايش معها بأقل حدية وهجومية، والقدرة على الحد من آثارها الجانبية، والابتعاد عن أسلوب التصعيد والاستفزاز، وتوجيه الإهانات والتعميم والسلبية، مع تحديد التوقيت المناسب والكيفية المناسبة والتفكير في نوع الاستجابات المناسبة بعيدًا عن الطيش والعجلة؛ وهذا يتأتَّى بحلحلة الصراعات والمشكلات بأسلوب يكتنفه التعاون بين الأطراف للوصول إلى نتائج خلاقة، وذلك بتحديد الرغبات والمخاوف والتوقعات، وتجريد العواطف من المشاعر السلبية المصاحبة لواقعة النزاع؛ والتعامل بموضوعية وواقعية أكثر، مع المحافظة على حقوق كل طرف من أطراف الخلاف، وحف كل هذه الإجراءات بالسلوك المهذب، والاحترام المتبادل وخفض الجناح لأن اللين والرفق والاحتفاء الآمن طريق مضمون وصك كفالة أصيل لحسن إدارة الصراع والتعلم منه.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.