أيهما أحب إليك؟
أيهما أحب إليك؟
أحب شيء إلى الوالدين هو اجتماع أبنائهما حولهما على الطعام في سفر أو في مناسبة خاصة بهم وغيرها الكثير، لكن أكثر ما يحدث أن كثيرًا من الأبناء ينعزلون عن والديهم وقتها لأنهم يتجنَّبون التعليقات والشجار، لذا على الآباء تجنُّب مثل تلك الأحاديث أو التعليق السلبي الدائم على طفل من بينهم، بل مشاركتهم ذكريات جميلة في صغرهم ومناقشتهم فيما يحبُّون، فإن هذا يعزِّز الثقة بين بعضهم وبعض، وأيضًا يحلُّ الشجارات فيما بين الأبناء، أو الآباء والأبناء أنفسهم.
وتبعًا لذلك فقد يتعجَّب الكثيرون حين يسألون الأبناء أيُّهما أحب إليك: صديقك أم أخوك؟ ففي الغالب يقول صديقي، بل يضيِّعون أعمارهم في التعرُّف على الجميع دون إخوتهم، فالصديق مهما وصل بك كعلاقة، فقد يحدث خلاف يتسبَّب بالقطيعة بينكما، لكن الإخوة هناك رابط نسب ودم باقٍ رغمًا عنك، فلا تفرط فيه ومحبة القرابة أنفع، والغريب هو الصراع بين التوأمين على الرغم من تطابقهما في الشكل والسن؟ فيدفع بالأسرة المقارنة بينهما مما يسبِّب الغيرة مثلًا، لذا أيها الأب والأم عليكما الكفَّ عن المقارنة التي تسبِّب الكثير من الخراب بين الأخوين التوأمين، وعليكما ترتيب الألعاب لهما معًا، وكذلك القراءة معهما.
وقد يُفضَّل الفصل بين التوأمين في ممارسة أنشطة متنوِّعة بأماكن مختلفة من البيت، مع تحديد موعد واحد لكل منهما والخروج للعب كل منهما مع أصدقائه بمفرده، وألا تزيد تلك الفترة على ساعة واحدة، فكلما طالت المدة زاد الخلاف، ولا بأس بإطلاق “التوأمين” عليهما لتوطيد العلاقة بينهما وربطهما أنهما واحد في جسدين، مع الحرص على عدم تجاهل الأخ الثالث الوحيد كما يُدعى، بل خصِّص له وقتًا تفاعليًّا وتحدَّث معه عن مشاعره، وشاركه وشجِّعه على إقامة علاقة منفصلة مع أخويه كلٍّ على حدة، وحين توزيع هداياهم يجب عكس اهتماماتهم على نوعيتها وكل واحد هدية خاصة به وأيضًا هدية مشتركة لهم جميعًا للعب معًا، أما عن الدراسة فأشارت كثير من الدراسات إلى وجوب الفصل بينهم في الصف للحدِّ من المقارنات.
الفكرة من كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
إن التربية علم كباقي العلوم يجب التعلُّم فيه، فتربية أبنائك واجب عليك وتعلُّمك إياها يزيد من تدارك الأخطاء الفادحة التي قد تسبِّب الأذى بأبنائك، وأكثر ما يُقابِل الآباء هو الغيرة بين الأبناء أو المشاحنات بينهم التي قد تصل بهم إلى الكره، كما حدث في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) من قبل، وفي كثيرٍ من البيوت يكون الوالدان هما السبب في هذا دون قصد، ولأن بيوت المسلمين أولى بتربية أبنائهم على الحب والتعاون لأن الحب في الله أقوى وأصدق وبخاصة حب الإخوة، إلا أن كثيرًا منهم يسقط في هذا أيضًا.
مؤلف كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.