أنواع الحب
أنواع الحب
يقول زِك روبن عن الحب إنه “اتجاه يحمله الشخص نحو شخص آخر محدَّد، ويتضمَّن استعدادات مسبقة في التفكير والشعور والسلوك بطرائق معينة نحو ذلك الشخص”، فالحب نوع فريد من العلاقات يصل بين البشر بعضهم وبعض بعدة روابط، ولكي نتعرَّف على الحب لا ينبغي فقط أن تعتمد فيه على تجربتك، بل تتعدَّد قصص وأشكال الحب، لذا فمن الممكن الاطلاع عليها لفهم الحب أكثر، إذ إن الحب بمثابة حالة انفعالية متجهة نحو ما أو من يُحب، فهي عملية معقدة تبدأ بالتعلق في الغالب بشكل هرمي، فمثلًا حب الرجل لنفسه يؤدي به إلى التعلق بوسطٍ ما لأنهم يهبونه مكانة ما بينهم، ثم يؤدي به إلى إظهار حب وإخلاص قد يبدو بشكل غير عقلاني أو غير متزن في كثير من الأوقات.
وهناك فروق كبيرة في تجارب الحب ومتشابهات أيضًا، لذا تنوُّع التعلُّقات نفسه نتج عنه تنوُّع في أشكال الحب، فهناك تعلق ينتج عن الرغبة والاختيار وآخر عن الحاجة وهكذا، فالحب قد يكون طريقًا مليئًا بالسعادة وآخر لا يخلو من الألم والمعاناة، وقد يكون الحب رومانسيًّا أو نرجسيًّا، ويُعبَّر عن الحب بمواقف تحمل معاني الاهتمام والمسؤولية ويكون بين الطرفين قدر كبير من التفاهم، وتعدَّدت أنواع الحب، ومنها: حب الوالدين، والإخوة، والعصابي، والحب الفاتن، والوطن، والله، والذات، والافتتان، والخيانة، والتملق، والحب الرومانسي.
والحب الرومانسي هو أكثر ما سنتطرَّق إليه في كتابنا هذا، فمن ناحية المدلول اللغوي لمفهوم الحب الرومانسي، فالرومانسية هنا كلمة فرنسية قديمة وتكون بمعنى (Romantism)، ويرجع أصلها إلى كلمة (Roman)، وتدل في العصور الوسطى على قصص المغامرات حتى أصبحت في الوقت الحالي تدل على العاطفة ومشاعر الحب، وعبَّر بها بعض مؤرخي تاريخ الأدب عن المصطلح “الكلاسيكي”، لكن أصبحت كلمة رومانسي تطلق على الشخص كثير الأوهام والمشاعر وصاحب العاطفة الجياشة، والحب الرومانسي هو انجذاب وجداني قوي نحو الآخر، والحركة الرومانسية أُطلِقت كحركة أدبية على هذا النوع من الأدب المليء بالمغامرة والحب والمزيج الشعري.
الفكرة من كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس
ألم تتساءل يومًا لماذا نحب؟ وما مفهوم هذا الحب؟ كل هذه الأسئلة لها أجوبة حتى وإن كانت قاصرة على تجارب القليلين منا، بالتأكيد الحب أحد المشاعر البشرية الانفعالية والمعرفية للشخص، وهو علاقة تركيبية غير ثابتة من المثيرات والعواطف، والحب ليس فقط بين المحبين، بل بمختلف الأنواع، وأشهر نوع نعرفه من الحب هو الحب الرومانسي، ويُعد حبًّا غير عقلاني وغير حكيم في الغالب متغذيًا على الوهم، وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب فارس نظمي إلى مفهوم الحب وأنواعه، وبخاصةٍ الحب في عصر الحب الرومانسي، والحب بين الفلسفة وعلم النفس.
مؤلف كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس
الدكتور فارس كمال نظمي: أستاذ جامعي عراقي، وكاتب وباحث في سيكولوجيا السياسة والدين والشخصية الاجتماعية والهوية الوطنية والاحتجاج والعدالة الاجتماعية، وهو ناشط في عدد من منظمات حقوق الإنسان وحركات الجندر، وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، ودكتوراه علم النفس الاجتماعي من جامعة بغداد.
له عدة كتب ودراسات ومقالات، ومنها: “سيكولوجيا الاحتجاج في العراق: أفول الأسلمة.. بزوغ الوطنياتية”، و”الرثاثة في العراق: أطلال دولة.. رماد مجتمع”، و”الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية”، و”المحرمون في العراق: دراسة في سيكولوجية الظلم”، و”مقالات ودراسات في الشخصية العراقية”، و”سـنحاول أن نزهر” (مجموعة شعرية).