أنت لست روبوتًا.. فن نبرات الصوت
أنت لست روبوتًا.. فن نبرات الصوت
دعنا نفترض أنك طلبت من زميلك في الفريق إنجاز مهمة طارئة، لكنه لم ينجزها، وعندما سألته عن السبب أخبرك بأنه لم يعلم أن الأمر بهذه الأهمية، حسنًا أنا أعلم أنك ستغضب وتلوم زميلك، لكن ماذا لو أخبرتك أنك جزء من السبب؟ نعم، ربما تكون لك يد في سوء الفهم الحادث، وقبل أن تلومني أنا أيضًا سأوضح لك مقصدي، عندما يتعلق الأمر بالعمل مع فريق، تكون نبرة الصوت في لغة الحوار مهمة، ففي بعض الأحيان تحتاج إلى نبرة تعاونية متفهمة، وفي أحيان أخرى تحتاج إلى نبرة صوت تعكس حزمك وجديتك، وعلى الرغم من أهمية نبرة الصوت وأثرها في عملية الحوار، فإنها غالبًا لا تحظى بالاهتمام ولا الانتباه الكافيين، ففي النهاية أنت لا تسمع نبرة صوتك حين تتكلم، وهذا بالطبع لأنك مهتم بالفوز في النقاش.
تخلص من هذه الرغبة كما اتفقنا سابقًا، ومارس التمارين البسيطة التالية لتتقن فن تحديد نبرة الصوت المناسبة، تابع المُتحدّثين المُتقنين، إذ يمكنهم مساعدتك بإعطائك ملاحظات على نبرات الصوت المختلفة ومواضع استخدامها، كما يمكن للأشخاص من حولك مساعدتك، اختلِط بالمناقشين الإيجابيين وركز على انفعالاتهم ونبرات أصواتهم ولاحظ تغيرها في المواقف المختلفة، وأخيرًا تجنب الوقوع في فخ محاكاة الآخرين لتحسن من نبرة صوتك.
والآن دعنا نفترض أنك حاولت الاعتذار إلى زميلك عن سوء الفهم السابق، لكنك قابلت منه ردَّ فعل سلبيًّا، حسنًا لا تغضب، وكما توقعت يا صديقي اللماح، نعم السبب هو نبرة صوتك، فما الذي يمكنك فعله في حالة سوء الفهم نتيجة استخدام نبرة صوت غير مناسبة؟
يحدث هذا الموقف كثيرًا، وبسبب عدم انتباهنا لحدوثه نميل إلى وضعِ كاملِ اللوم على الطرف الآخر ومن ثم مهاجمته، لذا عند تعرضك لسوء الفهم، عليك أولًا أن تهدأ وتتجنب تصعيد الموقف، حاول توضيح مقصدك بشكل أبسط وأوضح نيتك التي أساء الطرف الآخر فهمها، وتجنب استخدام النبرة الحادة أو العالية لحل الموقف، واعتذر بصدق من سوء الفهم إذا تسبب في غضب الشخص الآخر أو شعوره بالإهانة، ولتجنب سوء الفهم على منصات التواصل الاجتماعي، اقرأ رسائلك بصوت عالٍ قبل إرسالها، واستمع للرسائل الصوتية كذلك، وقيّم وضوح نبرة صوتك وكلماتك ومقصدك.
الفكرة من كتاب أنا أقول فحسب: فن الحوار المتحضر: دليل للحفاظ على تواصل مهذب في عالم منقسم بشكل متزايد
“حسنًا أنا على حق! لقد هزمتهم في النقاش، وجهة نظري دائمًا صائبة!”، أريدك أن تفكر يا صديقي في آخر عدة نقاشات خُضتها، وأخبرني.. هل فكرت في هذه الجمل أو حتى صرّحت بها في نهاية النقاش؟ إذا أجبت بـ”نعم” فهذا يعني أنك لم تخُض نقاشات إيجابية، وإنما دخلت مصارعة بنية الفوز، ولم تستمع لغير كلماتك وأفكارك الخاصة.
ولا داعي إلى القلق، إذ يدل وجودك هنا على اهتمامك بحل هذه المشكلة، فدعني أصطحبك في رحلة قصيرة تعرف فيها قواعد الحوار المتحضر، فما الحوار المتحضر إذًا؟ وهل للفوز أهمية؟ وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟ وأخيرًا كيف تخلق مساحة حوار مشتركة مع الأشخاص المختلفين؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب أنا أقول فحسب: فن الحوار المتحضر: دليل للحفاظ على تواصل مهذب في عالم منقسم بشكل متزايد
ميلان كوردستاني: رائد في مجال الأعمال، ومدافع عن البيئة، إذ تمحورت دراسته حول تأثير البشر في الأنظمة البيئية، وهو ما دفعه إلى البحث عن حلول جماعية باستخدام الحوار المجتمعي، ولذلك حوّل تركيزه إلى تشجيع الجيل القادم على إيجاد المساحات المشتركة التي تسمح للجميع بالمشاركة في عملية التغيير الإيجابي، وأنشأ ميلان منظمات عدة تسعى إلى تقديم حلول مستدامة عبر تحسين عملية الخطاب المدني وتنمية الثقافة العامة.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.