أطفال الثالثة وما بعدها
أطفال الثالثة وما بعدها
في هذه المرحلة يزداد احتياج الطفل إلى الغذاء مع انخفاض ساعات النوم بشكل تدريجي، ولكن يصاحبها أيضًا بعض الآلام في المعدة نتيجة الاختلاط بالأقران والحركة والخروج للمدرسة والنوادي ونحوها، وبالتالي وجود التقنية في هذه المرحلة له إيجابياته وسلبياته، فمن سلبياته على الناحية الفسيولوجية مثلًا آلام العظام ونقص فيتامين (د) والإصابة بالصداع وآلام العينين، نتيجة للتعرُّض لأشعة الأجهزة الإلكترونية مع المكوث في المنزل وقلة الحركة الخارجية وعدم التعرُّض لأشعة الشمس، بل وأثبتت الدراسات أن الأطفال مفرطي استعمال الأجهزة الكهربائية بمعدل أربع ساعات فأكثر في اليوم معرضون للإصابة بالسمنة بشكل أسرع مقارنةً بذويهم ممن يتعرَّضون لها لمدة ساعتين فأقل، والسمنة بالطبع إحدى بوابات مرض السكري!
على الناحية الحركية تدفع التقنية الأطفال دفعًا نحو الكسل والخمول عن الاكتشاف والمغامرة، كما أنَّها تؤثر سلبًا في حواسهم السمعية والبصرية نتيجة لاستخدام سماعات الأذن وقُرب الشاشة من العينين، وقد أُجري تحليل على أثر التقنية في نمو الطفل أشار إلى أنه كلما زاد تحفيز نظام استقبال الحس واللمس زاد التحميل على الأنظمة السمعية والبصرية والحسية، مما ينتج عنه الكثير من المشكلات التي تعوق مجال النمو العصبي الشامل.
يتعرَّض الأطفال للعديد من المشاهد المختلفة في أثناء مكوثهم أمام الأجهزة الإلكترونية، مما يكون له تأثير سلبي في حواسهم أيضًا، فمشاهد مثل مشاهد العنف مثلًا ترفع نسبة الأدرينالين والتوتُّر لدى الأطفال، كما أنَّ التعرض المفرط للتقنية يصيبهم باضطراب عام وزيادة في التنفُّس وارتفاع معدل ضربات القلب وحالة عامة من القلق وعدم الارتياح.
الفكرة من كتاب طفلي والتقنية
“ولأن التقنية سلاح ذو حدين تبني وتهدم وتضر وتنفع فقد نتج عن الاستخدام الخاطئ والسلبي المتزايد للتقنية مشكلات لم نشعر بها من قبل كالمشكلات على الصعيد الديني والنفسي والاجتماعي والصحي طالت الصغار قبل الكبار!”.
للتقنية سلبياتها وإيجابياتها فيما يخص نواحي الطفل المختلفة النفسية والجسدية، وعن الإحصاءات المختلفة في هذا المجال، وعن بعض الوسائل والخطوات النافعة والمفيدة للوقاية والعلاج، تصحبنا الكاتبة في جولة وتفتح أعيننا على صحة ومستقبل أطفالنا بأسلوب سهل قريب.
مؤلف كتاب طفلي والتقنية
نورة بنت مسفر القرني، كاتبة، تخرَّجت في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وحصلت على ماجستير في التوجيه والإرشاد التربوي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1437، وبكالوريوس آداب وتربية تخصص جغرافيا من كلية التربية جامعة بيشة.
ومن مؤلفاتها: “الرقابة الذاتية للأطفال في عصر الأجهزة الذكية”، “أبناؤنا والتربية الجنسية”، كما شاركت في تأليف كتاب “غرس محبة الله في الطفل”.