أخطاء شائعة يتناساها المتزوجون
أخطاء شائعة يتناساها المتزوجون
يصف متخصِّصو علم الاجتماع حالة “الطلاق” بالمرض الاجتماعي الخطير، كما يرون أنه على الحكومات العمل على استئصال أسبابه بسنِّ القوانين والتشريعات المختلفة، وتعود تلك النظرة الحازمة إلى ما يسبِّبه الطلاق من تدمير لبنية الأسرة ورمي المُعالين إلى مستقبل غامض غالبًا ما ينتهي بأشياء غير مُحبَّذة، لكن بالبحث في الأمر سنجد أنه كلما أصبح الطلاق ميسورًا زاد استهتار الناس بالطلاق.
وغالبًا ما تكون المرحلة الأولى من مراحل الخلاف الزوجي متعلِّقة بالعامل الجنسي، سواء في اختلاف شدة الحافز الجنسي بين الزوجين أو ربما عدم فهم الرجل لطبيعة المرأة وحاجتها إلى العطف والرقة، والمشكلة الأكبر أن هذا النوع من الخلاف ينتقل إلى خلافات متعلقة بأمور أخرى في الحياة اليومية، كما يجب العلم أن الغياب القصير قد يقوِّي الرابطة بين الزوجين، بينما يتسبَّب الغياب الطويل في تدهورها، وعلى الزوجة أيضًا أن تقدِّر حاجة الزوج أحيانًا إلى العزلة فلا تفرض نفسها عليه حينما يكون أحوج إلى الوحدة منه إلى أي شيء آخر، ثم ليكن أكبر همِّ الزوجين هو التربية السليمة لأولادهما.
ويجب تجنُّب خطرين كبيرين وهما النقد اللاذع والغيرة الحاسدة المتشكِّكة، وكذلك المقارنة بين شريكك وشخص آخر ولو على سبيل المزاح، وما أجمل أن تتجنَّب حالة السأم والملل في الحياة الزوجية بأشياء بسيطة كنزهة صغيرة أو رحلة أو هدية غير منتظرة، وألا يتردَّد الزوجان في البوح بمشاعر الحب والإطراء، وإذا حدث شجار بين الزوجين أثناء النهار فعلى كلٍّ منهما ألا يُبقي عليه حتى مجيء الليل.
علمت الدول الغربية أنها أكثر من سينظر إلى الزواج على أنه مجرد عقد مدني وليس رابطة وثيقة وبناءً مقدسًا، وذلك لكونها الدول الأكثر تحرُّرًا التي تفصل الدين عن سياساتها وقوانينها، وقد حاولت تلك الدول تعويض ذلك عن طريق تهيئة الطلاب الجامعيين بدروس عن الزواج، وكذلك إنشاء عيادات للإرشاد العائلي تجعل مهمَّتها إرشاد الراغبين في الزواج وحل مشكلات المتزوجين.
الفكرة من كتاب الزواج والاستقرار النفسي
يدخل المرء مرحلة جديدة في حياته ليفكِّر في الزواج، وما إن يبدأ خطوته الأولى حتى يجد الطريق وعرًا فيخشى تقلُّباته وفشل زواجه، ومن ناحية أخرى هناك من بدأ حياته مع شريكة حياته وتزوَّجا بالفعل، ولكن في أثناء محاولتهما بناء تكيُّف زوجي وتحقيق السعادة التي حلما بها فترة الخطوبة يجدان صدمات الواقع ومسؤوليات مرهقة لتضرب بأحلامهما عرض الحائط مع خلافاتهما التي لا تنتهي، ما الذي يجري حقًّا؟ وهل هناك خطى تجنِّبنا فشل الزواج أو دخوله إلى مرحلة السأم المعتادة، ما بين محاولة البحث لزواجٍ ناجح وشريك مثالي للمقبل على الزواج، واستمرار زواج مرضي للمتزوِّجين فعلًا.. تجد هنا الجواب.
مؤلف كتاب الزواج والاستقرار النفسي
زكريا إبراهيم: مفكر وكاتب مصري حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون بفرنسا، كما حصل على درجة الماجستير بجامعة القاهرة، وقد عمل أستاذًا للفلسفة فيها، وله أكثر من 35 مؤلفًا في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والاجتماع، ولعل من أشهر مؤلفاته:
تأملات وجودية.
سيكولوجية المرأة.
سلسلة مشكلات الفلسفة.