آثار الفيديو والتليفزيون
آثار الفيديو والتليفزيون
يقول خبراء شركة جنرال إليكتريك إن للتليفزيون أثرًا سلبيًّا قاتلًا في المخ، فعند مشاهدته بعد نصف دقيقة يصبح الإنسان كأنه نائم وإذا استمر فإنه يصل إلى مرحلة الاستسلام، وتصبح حالته في خطر فالإنسان يصبح عاجزًا لا يستطيع مقاومة ما ينصب عليه من آثار عقلية ونفسية، ويتأخر ظهورها على الفرد لأنها عملية تراكمية معقدة، كما أنه يُكسب الإنسان أحلام اليقظة، وهي أحلام خيالية لشخص آخر غيرنا هربًا من المسؤولية والواقع الذي يعيش فيه الإنسان إلى زيف حياة خيالية مثالية، كما أن التلفزيون ما هو إلا وسيلة مؤذية لنفسية الأطفال أيضًا، فهو يظهر لهم واقعًا مغايرًا لحياتهم في المسلسلات والأفلام، فحين يعرض طفلًا مثالي الصفات وبيتًا متكامل الأركان ثم يُقارنه الطفل ببيته ونفسه فيجد أنه ناقص كثيرًا عما يعرض، فيضعه في تخلخل نفسي مع ذاته وفي حيرة من أمره، مما يفقده الثقة بالنفس والغرق في أحلام اليقظة والخيال لكي يهرب مما هو فيه، كما أنه يرهق أعصابهم ويُشبعهم عنفًا وغضبًا بعرض برامج المصارعة والمنافسة الحادة، وحين يعرض مشاهد الرعب فإنه يضع الطفل أمام مخاوف غامضة كبيرة عليه تصيبه بالخوف الزائد والقلق ونوع من الفوبيا وذلك فقط بعد المشاهدة.
وتوجد آثار ضارة جسديًّا وذلك لأن التلفاز يؤثر في أهم حاستين يمتلكهما الإنسان وهما البصر والسمع، من خلال تركز الضوء الشديد المُسلط على العين ومن مسافة قريبة مما يحدث تأثيرًا سلبيًّا في قوة النظر، كما تبين من خلال دراسات يابانية حول تأثير التلفاز في نظر طلابهم، وجدوا أن نسبة الطلاب الذكور المصابين بقصر النظر في المرحلة الابتدائية 19%، ونسبة الإناث نحو 23%، وكان ذلك بسبب مشاهدة التلفاز بنسبة 31%، وعامل الوراثة بنسبة 17%، كما اكتشفوا أن نسبة جرائم العنف تتراوح بين 25% و50% وكان ذلك بسبب مشاهد العنف المعروضة على التليفزيون والنسبة في ازدياد، وبسبب انتشار الإباحية ومشاهد العُري على التلفاز، ارتفعت نسب الاغتصاب والتحرش وعزوف الشباب عن الزواج، وذلك بسبب الصراع النفسي الذي يُبث في نفوس الشباب بسبب سهولة انتشار الإباحية.
الفكرة من كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
إن عقل الطفل وعاء فارغ يحتاج إلى التعبئة، وكما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن أكثر العوامل المؤثرة في بناء الطفل عقليًّا ونفسيًّا وعقديًّا ما يُصدر له من تأثير إعلامي وثقافي، والطفل مكون أساسي في الأسرة، وشاشات التليفزيون هي أولى مصادر الإعلام التي تمسك بزمام المجتمع من حيث الثقافة والدين والأخلاق وأهمها، لكن ما ظهر لنا من خلال الإعلام ما هو إلا خطة شنيعة مُمنهجة لهدم الأخلاق والنفس السوية داخل المجتمعات وخصوصًا المجتمع الإسلامي ومحاولة تشويه حضارته، وهذا كله يجعلنا نجمع على أن الدعاة الإسلاميين والإعلاميين لهم دور كبير في التوعية والرد على تلك التشويهات والمفاسد، والعمل على إصلاح أسس المجتمع التربوية والثقافية، كل هذا سيُعرض في الكتاب من خلال الإجابة عن: ما الإعلام؟ وما أنواعه؟ وما دور الدعاة والإعلام الإسلامي تجاه المجتمع والأسرة؟
مؤلف كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
مروان كُجُك: هو داعية وأديب وشاعر، ومن الدعاة المعروفين في بلدة تلكلخ في سوريا، وله أثر واضح في تربية أجيال الشباب في بلدته وله جهود طيبة في نشر الدعوة في القرى المجاورة لها، تخرج في جامعة دمشق وعمل متخصصًا في اللغة العربية، خرج من سوريا واستقر في مصر لفترة طويلة، وعمل في مجال الطباعة والنشر، وكان يرسل القصائد التي تتحدث عن الواقع الأليم إلى مجلة البيان.
وله مجموعة كبيرة من المقالات التي نشرت في عدة مجلات إسلامية وثقافية بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية، وله عدة مؤلفات منها:
رسالة مفتوحة إلى اليهود.
أهوال القيامة.
كيف تصبح شاعرًا.
الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
حكمة الابتلاء.
أحكام عصاة المؤمنين (جمع وتقديم).
ديوان بوارق الفجر