آثار العبادة في التربية

وهنا نتحدث عن عمل العبادة في التربية والنتيجة المتحقِّقة منها على الجوانب الإنسانية المختلفة باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التربية، فمثلًا أثرها في التربية الروحية يكون بإشباع احتياجها الفطري إلى التألُّه، فتمتلئ معرفة بالله وحبًّا له وخوفًا منه فيورثها ذلك عملًا لا اعتقادًا فحسب، وباجتماع الاعتقاد والعمل والتذكير المستمر يتربَّى في الروح المسلمة ما أسماه الكاتب بـ”الضمير الحي اليقظ الذي له دور في توجيه صاحبه”، وهي النفس اللوامة التي تحاسب صاحبها على الخير والشر، والتي يقول عنها الحسن البصري: “إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟”، والذي هو كما ذُكر في الحديث النبوي: “… واعظ الله في قلب كل مسلم”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وأما عن أثر العبادة في التربية العقلية فهو من أهم نتائج العبادة، كيف لا وقد ذكره الشارع وجعل تكريم الإنسان منوطًا بإعمال عقله وفكره في المساحات التي خُلق لها والتي تُفضي إلى مزيد رفعة له، والعقل في الإسلام يتربَّى بالعلم الذي هو فريضة على كل مسلم ذكرًا كان أم أنثى، والمقصود به العلم الضروري للعبادة الواجبة، كما أنه يتربَّى أيضًا ويصل إلى الحق من خلال التفكُّر في خلق الله وفي نواميسه وسننه الكونية والاجتماعية وفي الأنفس والمخلوقات، وبهذا نجد أن الإسلام بعكس المتبادر والمشهور لدى الناس من أنه لا يسمح للعقل بالعمل فيه، بل على العكس تمامًا إنما أغلق دونه المساحات التي لا طاقة له بالعمل فيها وهي مساحة ضيقة جدًّا، وفتح أمامه مساحات أخرى واسعة يعمل فيها ويتدبَّر ويستنتج ويحلِّل ويقارن ويقيس ويتوصل إلى نتائج ونحو ذلك ليحفظه من الشطط والانحراف ويوجهه إلى الاستفادة من كل ما سخره الله له.

وأما عن توجيه العبادة للعاطفة فقد نالت قسطًا كبيرًا منها، ونحن نرى اليوم الانحراف والغلو العاطفي الكبير المتأثر بالانفتاح العالمي من خلال شبكات التواصل، وماينتج عن ذلك من حسد وغيبة ونميمة وإطلاق للبصر في المحرمات وتأثر بالمشاهير والعامة وكل ذلك مما يؤثر في العاطفة بشكل كبير قد يكون غير ملاحظ، والشريعة قد ضبطت هذا الأمر ووضحت المساحات التي تُصرف فيها العاطفة بشكل صحيح، وبخاصةٍ عاطفة الحب والكره والولاء والبراء والغبطة والأبوة والأمومة والصداقة وغيرها كثير.

مفهوم العبادة مفهوم قاصر مظلوم لدى كثير من الناس، وهذا ما جعل بعضهم يتطاول حتى حصره في المساجد فقط! العبادة لها مفهوم أوسع وأشمل من ذلك بكثير، ويسلِّط الكاتب الضوء هنا على واحد من مفاهيم أو قل من علائق العبادة بشكل خاص، ألا وهو علاقة العبادة بالتربية وآثار ذلك بشكل واضح وبأمثلة عديدة ولغة سهلة.

عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحيميد: دكتور في قسم التربية كلية العلوم الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، له العديد من المؤلفات بين البحوث والمقالات ورسائل الدكتوراه، ومن ذلك:

مصادر التربية الإسلامية.

تاريخ الفكر التربوي بين المصادر الإسلامية والمصادر الغربية.

الحوافز في التربية الإسلامية.