مهارة النظر والالتقاط والربط
مهارة النظر والالتقاط والربط
كثيرًا ما يتم الترويج لفكرة الذاكرة الفوتوغرافية، ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء اسمه ذاكرة فوتوغرافية بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما هي أساليب للتذكُّر ونظم للتشفير، وطرق لحفظ الملفات وتخزينها في المخ لأن نظم الحفظ والتخزين في ذاكرتنا تعمل بشكل أفضل وأكثر جدوى عندما نتعامل مع المعلومات الجديدة بأكثر أهمية وتركيزًا، حيث تقول الدراسات في هذا الباب إن الأشخاص الذين يركزون على كلمات ذات معنى ضمن خليط عشوائي من الحروف المبعثرة يظهر المسح المغناطيسي لرؤوسهم أن هناك نشاطًا زائدًا في مناطق محدَّدة من الفصين الجبهيين والفصين الصدغيين.
وهذا النشاط والاستثارة العقلية في التفاعل مع المعلومة يمكن أن يتحقَّق بالتدريب على تطبيق ثلاث مهارات: مهارة النظر ومهارة الالتقاط ومهارة الربط.
ويعدُّ النظر هو البوابة الأولى والأساسية لدخول المعلومات إلى الدماغ، وله دور كبير في بناء التصورات والصور الذهنية، ولهذا ينبغي استثمار هذه البوابة باتخاذ قرار واعٍ مسبق أثناء نظرنا إلى الأشياء من حولنا وجاهزية للتدرُّب على حفظ هذه التفاصيل والتركيز فيها؛ وحتى لا تكون العملية مبتورة يجب أن نلحق هذه النظرات الواعية بمهارة الالتقاط بتكوين لقطات ذهنية خيالية نحفظ بها هذه الصور في الذاكرة لأطول فترة ممكنة، إلى أن ننتهي عند المهارة الثالثة، وهي مهارة الوصل والربط بين هذه الصور الذهنية الملتقطة والمخزَّنة في الذاكرة وربطها بعضها ببعض على هيئة قصة وسيناريو داخل الذهن لنتمكَّن من خلاله من تذكُّر الصورة الأولى واستدعاء تفاصيلها متى ما احتجنا إلى ذلك وبكل سلاسة، إذ يمكننا اعتماد هذه المهارات مع الوقت من تحسين مستويات استذكار المعلومة وسرعة الوصول إليها.
الفكرة من كتاب المرجع الأساسي للذاكرة
هل فكرت يومًا من الأيام في أن نمط الحياة التي تعيشها والممارسات اليومية التي تعتمدها لها دور مهم ومؤثر في شباب ذاكرتك؟ وهل تعلم أن نوعية الأكل، ومواعيد النوم والاستيقاظ، وعدد ساعات النوم، والتوتر والقلق، والتوقُّف عن التعليم أو الخمول الفكري له دور كبير في تلف الذاكرة؟
في هذا الكتاب ستجد جملة من التنبيهات والتوجيهات التي بإمكانها أن تغيِّر نمط حياتك لتمدَّ إليك يد العون للحفاظ على ذاكرتك وتخفيف نسبة إصابتك بالخرف والزهايمر.
مؤلف كتاب المرجع الأساسي للذاكرة
جاري سمول: دكتور وأستاذ في علم النفس وعلم الأعصاب والسلوك البشري، وهو مدير مركز “uclA”، ويدير أيضًا عيادته الخاصة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس للذاكرة ومراكز تقدُّم العمر.
اعتبرته المجلة العلمية الأمريكية مؤخرًا ضمن الملهمين في عالم البحوث، إلى جانب اشتغاله محاضرًا في أكثر من مكان حول العالم ولديه ستة كتب من بينها: “كيف تستعيدين زوجك قبل فوات الأوان؟”، وكتاب “parentcare”، إلى غير ذلك من أعماله ومقالاته البحثية عن الذاكرة التي ظهرت في مجلات كبيرة مثل: نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، ولوس أنجلوس تايمز.