متاهة الخوف
متاهة الخوف
الخوف.. القيد الأكثر إطباقًا على الروح، لأنه لا يكتفي بالوجود في موضع واحد فقط، وإنما يتغلغل داخل كل شرايين الحياة، لكن هناك بعض أنواع الخوف الغريزية والصحية كذلك، لأنها تجعل الشخص أكثر حذرًا تجاه العقبات التي قد تعترض طريقه. يقسم الخوف ثلاثة مستويات رئيسة: يسمى الأول مستوى “القصص الظاهرية” التي قد تكون حدثت بالفعل، أو مستقبلية تخيلية نتيجة للأحداث المعاصرة. أما المستوى الثاني فلا يهتم بالأحداث، وإنما بالذات نفسها وبما تتخوف أن تشعر به وما يقعدها عن العيش بأريحية كالرفض، أو الفشل، أو الضعف، مما يدفعها إلى الانغلاق والميل إلى الوحدة، بينما المستوى الثالث يُصعد الأمر إلى حد المخاوف التي تشل المرء تمامًا وتجعله يفقد السيطرة.
الخوف شيء بلا نهاية، وما دمت على قيد الحياة ستصادف أشياء مريعة طيلة الوقت، أو سيصورها لك الخوف كذلك، لذا لا سبيل أمامك إلا أن تغالبه وتغلبه، والوسيلة الوحيدة لذلك هي الانطلاق والمواجهة. الأمر كله مردّه إليك وإلى تقديرك لذاتك، جرب أن تثق بنفسك وستبهرك قدراتك المكنونة، أنت لست وحدك من يشعر بالخوف، جميع من أقدموا على تجارب جديدة شعروا بالشيء ذاته، إلا أنهم لم يتركوا عقولهم رهينة لدى الخوف. يحكى أن “إيد كوتش” عمدة نيويورك الذي عرف ببأسه وشجاعته في مواجهة الجماهير، كان يخشى أن يتعلم الرقص الإيقاعي لأنه شيء جديد على روتين حياته، رغم تمكنه من اتخاذ آلاف القرارات المؤثرة، وتلك حقيقة الخوف، فهو لا يتعلق بحجم الشيء وإنما بحداثته، فكثيرًا ما يخشى الناس مواجهة خوفهم بسبب صعوبة الأمر، ولكنهم يغفلون عن أن تركه يضاعف الصعوبة، لأنه يتفاقم مصطحبًا معه مشاعر أكثر سلبية على شاكلة العجز وقلة الحيلة.
الفكرة من كتاب استشعر الخوف وأقدم على ما تخاف.. تقنيات فعالة لتحويل الخوف، والتردد، والغضب إلى قوة، وفعل، وحب
هل تعيش في رهبة طيلة الوقت بلا سبب؟ هل يداهمك الخوف في أعتى لحظاتك فرحًا؟ هل يؤرق الخوف من القادم كل لحظة مطمئنة؟ إذا كانت إجابتك على كل الأسئلة السابقة “نعم”، فأنت في المكان المناسب؛ سنصطحبك بين السطور في رحلة استشفائية هدفها طمأنتك وإزالة هلعك، لنريك الأمر من وجهة نظر حقيقية ملائمة، بعيدًا عن عدسة الخوف التي تضخم كل شيء.
مؤلف كتاب استشعر الخوف وأقدم على ما تخاف.. تقنيات فعالة لتحويل الخوف، والتردد، والغضب إلى قوة، وفعل، وحب
د. سوزان جيفرز: عالمة نفس أمريكية ومتحدثة وشخصية إعلامية مرموقة، ولدت في الولايات المتحدة عام 1938م، لها فضل كبير في تأسيس أدب المساعدة الذاتية، درست في جامعات عديدة، أبرزها: جامعة ولاية بنسلفانيا، وجامعة كولومبيا، وكلية هانتر. ومن أهم أعمالها:
الخوف.. إلى متى!
احتضان المجهول.
The little book of confidence
Inner talk for a confident day
End the struggle and dance with life