كيف أحب إخوتي؟
كيف أحب إخوتي؟
في كثير من الأوقات يتوقَّف الطفل عند “كيف أحب إخوتي؟”، وخصوصًا لو كان أحدهم ذا احتياجات خاصة، فمرةً يتعاطف معه ومرة يكره عبء وجوده، ومرة يحبه بشدة ويبكي لأجله؛ وغيرها من المشاعر المختلطة، وقد يظن الوالدان رحمةً بهذا الطفل أن يحجبا عنه بعض المعلومات الخاصة بمرض أخيه، وهذا حقيقةً يزيد من مخاوفه، وقد يسأله أحد ما عن أخيه فيجب أن يكون جاهزًا للرد، وأيضًا كي لا يخاف من الإصابة مثله، ويتحمَّل معه مرارة الألم دون انزعاج أو سوء تصرُّف منه، مثل الإحراج من شكل أخيه أو غيره، ويجب مساعدة ابنك هذا على ممارسة حياته وأنشطتها كي لا يشعر بالاستياء.
ولكي تتجنَّب الغيرة بين أطفالك عليك تقبُّل وجودها أولًا، ثم اعلم أن الزمن كفيل بمحوها، وهناك نوعان من الأطفال: أحدهما يكون له أخ ثانٍ جديد، فإما أن يصاب بغيرة شديدة وإما أن يتعامل كما لو كان لا يوجد، والنوع الثاني فهو يقدِّر هذا نتيجة شعوره بالأمان والطمأنينة، وعليك أيضًا الكف عن مدح الصغير دائمًا وتدليله وإهمال الكبير أو العكس، أيضًا الطفل الأوسط قد تجده دائمًا إما يكافح ليصل إلى مرتبة أخيه الأكبر أو إلى تدليل أخيه الأصغر، فقد يكون صعبًا لكن المحاولة قد تنجح، فيجب أن يحاول الوالدان اتباع العدل بين أطفالهما محبةً ورحمةً بهم ولكي تكون أسرتهم سوية متحابة ويتقبَّل فيها كل طفل منهم بمميزاته وعيوبه، فيشعر كل طفل منهم بالارتياح والأمان.
أما عن الصراع الآخر بين الأخ وأخته فيجب تعليم الولد أنه رجلها وسندها ويستوصي خيرًا بها، فكما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “فاتقوا الله (عز وجل) في النساء فإنهن عندكم عوان (أسيرات) لا يملكن لأنفسهن شيئًا”، ومن الممكن ممارسة نشاط معهما أن يكتب كلٌّ منهما مميزات وعيوب الآخر، ثم اسألهما عنها وأن يتفقا لمدة أسبوع للتخلِّي عن خلق سيئ يفعلانه وابدأ التنفيذ وراقب النتائج.
الفكرة من كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
إن التربية علم كباقي العلوم يجب التعلُّم فيه، فتربية أبنائك واجب عليك وتعلُّمك إياها يزيد من تدارك الأخطاء الفادحة التي قد تسبِّب الأذى بأبنائك، وأكثر ما يُقابِل الآباء هو الغيرة بين الأبناء أو المشاحنات بينهم التي قد تصل بهم إلى الكره، كما حدث في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) من قبل، وفي كثيرٍ من البيوت يكون الوالدان هما السبب في هذا دون قصد، ولأن بيوت المسلمين أولى بتربية أبنائهم على الحب والتعاون لأن الحب في الله أقوى وأصدق وبخاصة حب الإخوة، إلا أن كثيرًا منهم يسقط في هذا أيضًا.
مؤلف كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.