صقر قريش وفتح الأندلس
صقر قريش وفتح الأندلس
كانت رحلة عبد الرحمن بن معاوية وخادمه بدر من دمشق إلى فلسطين ثم إلى مصر ومنها إلى المغرب ثم الأندلس، وبينما هما في الطريق سأله خادمه لماذا لا يستقر في المغرب وحسب بدلًا من الهروب إلى الأندلس، فأجابه عبد الرحمن أنه لن يدخلها هاربًا، وإنما أمير وفاتح، وعندما سأله عن خطته أجابه: أن نظل أحياء!
وبعد رحلة هروب استمرت ستة أعوام أصابه خلالها الرمد ففقد إحدى عينيه، ودخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلس فاتحًا وحكمها ولُقِّب حينها بعبد الرحمن الداخل، وأسماه أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الذي هو أعتى أعدائه “صقر قريش”، وهكذا يعطينا الفتى الأموي ذو الثمانية عشر عامًا درسًا في أن نضمِّد الجرح دون أن ننكسر أو نجزع.
ينتقل الكاتب إلى قصته الشخصية التي بدأت بتعثُّر دراسي كبير فخرج بدبلوم فقط ولم يكمل تعليمه، وسافر وهو ابن ستة عشر عامًا للعمل بالخارج، فإذا به يجد نفسه ضحية لعملية نصب بلا عمل ولا عائل، وهنا بدأ كفاحه لمدة ستة أعوام في الغربة عاد منها وقد أنهى عامه الثاني في كلية الإعلام وبدأ بعدها الاهتمام بمجال التطوير الذاتي، واختلط بالعلماء والمفكرين، وكان التحول الذي حدث له بفضل الله عليه وصبره وتحمله.
إن الناس عند الفشل يسلكون طريقًا من ثلاثة، فمنهم من يتجاهل الأمر وينكره كأن لم يكن، ومنهم من ينكب حزينًا هائمًا يفقد الأمل في كل شيء فيتوقف بينما يسير العالم من حوله، ومنهم من يتعلَّم الدرس وينهض من جديد!
الفكرة من كتاب الهزيمة
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.. لقد وضعت الهزائم النفسية في عصر عظمت فيه الخطوب وتكاثرت المصائب من حروب وقصف ودمار إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، الكثيرين على حافة الاستسلام حتى ظنوا أن باطن الأرض ربما هو أرحم بهم من ظاهرها.. يستعرض المؤلف في هذا الكتاب قصصًا لمن مروا بهزائم قاصمة وتجاوزوها، ويذكر أيضًا بعض المدارس النفسية في معالجة الفشل والإحباط.
مؤلف كتاب الهزيمة
كريم الشاذلي: إعلامي وكاتب وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، حصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وله أكثر من 17 كتابًا في مجالات الأسرة وبناء الذات تُرجم بعضها إلى أربع لغات.
من كتبه:
امرأة من طراز خاص.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.
لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.