النمط التجنبي
النمط التجنبي
غير الآمن قد يكون تجنبيًّا غير مكترث، خائفًا من الحب ويميل إلى الانفصال عن مشاعره، ورغم ذلك فهو يحتاج إلى الحب، ولا يحب حديث العاطفة ويعتمد على نفسه ويرى العلاقات عبئًا وتعبًا وأنه غير جاهز لها وأن الحب وهم، والأولوية عنده للاستقلالية والحرية ويغضب لمجرد التقرب، إذ نشأ في بيت رافض لاحتياجاته ويعاقبه عند الإعلان عنها وطلبها، ولم يحصل على الاهتمام والدعم الكافيين، فقد كانت الأم غائبة غير مكترثة، رافضة له وتراه عبئًا وهمًّا ثقيلًا.
ويوجد نمط آخر تجنبي خائف حيران في الحب، متذبذب لا يعرف ما يريد ويظن أنه لا يستحق الحب ولا يثق بأحد ولا يرى الأمان في العالم، مشاعره مشوشة ولا يمكنه فهمها، منفصل عن داخله وعن الآخرين، تَكَوَّنَ نتيجة صدمة طفولية، إذ كان تفاعله مع أمه غير متوقع وغير منتظم، فقد كانت مخيفة ومسيئة ومهددة له، في كل شيء يقف في منتصف الطريق ولا يقدر على اتخاذ قرار نهائي في أي شيء.
والأنماط طريقة لحمايتنا وللشعور بالأمان، تقدم إلينا خريطة الحب، وتوجهنا إلى التعامل داخل العلاقات، وتضع داخلنا تصورًا مسبقًا وتوقعات تخص التعامل مع الآخرين ومع الانفعالات، وطريقة حل المشكلات، فالآمن كوَّن خريطة مناسبة للتعامل، وغير الآمن يعيش في وضع البقاء للحماية من الخوف والتهديد الخارجي والاضطرابات الداخلية، فقدْ فَقَدَ فرصة تكوين علاقات آمنة مطمئنة.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.