المراهقة والقرآن الكريم
المراهقة والقرآن الكريم
لكي تدعم المراهقين في حفظهم وحبهم للقرآن، عليك تعليمهم فوائد القرآن، في مناقشة هادئة، وذلك من خلال إخبارهم: أن القرآن هدى ورحمة للناس وفيه شفاء، وهو سدٌّ منيع لكل شر وخطر، وأن القصص القرآني عظة وعبرة لنا كي نتعلم منه، كما جاء في القرآن الكريم “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ”، وكذلك أهمية شمولية القرآن لكل شيء في الدنيا والآخرة للمسلم، وأن فيه وقاية من كل مرض نفسي، ويحقق لنا الأمن والسكينة، وأنه أنزل على نبينا (صلى الله عليه وسلم) نذيرًا وبشيرًا للناس أجمعين، لكن عليك الخطو تجاه المراهق بطريقة مختلفة عن الطفل، كي تُحببه في القرآن بطُرق أكثر منطقية وعقلانية، لذا يجب على المُربي مراعاة أمور عدة، منها: اختيار الوقت المناسب للحوار، واستخدام أسئلة محددة مناسبة لسن الطفل، والهدوء في الحوار، والتدرب على فن الحوار والإقناع، واستخدام القليل من المشاعر في الحوار، كما يجب وضع جداول تنافسية بين الأهل والأبناء للختمة القرآنية في مدة زمنية ما، ومن ينجح تحدد له مكافأة، ثم يأتي تعليمه التجويد والتفسير.
أما المراهق من سن الرابعة عشرة إلى السادسة عشرة، يمكن الحوار معه بطريقة تُرسخ إيمانه أكثر، وتحويل نظرته المادية تجاه القرآن إلى نظرة إيمانية، وتشجيعه على البحث بنفسه حول معلومات مختلفة عن القرآن، كالبحث عن فوائد القرآن أو عمل أبحاث مع أصدقائه حول إعجاز القرآن في الطب، والفلك، والنفس الإنسانية، ويمكن عقد جلسة أسبوعية بينه وبين إخوته أو أصدقائه، لمناقشة أسباب نزول سورة ما، وأهدافها، وقص بعض النماذج التي ختمت القرآن في سن مبكرة عليهم، وتذكيرهم بمواقف للصحابة تُبين حبهم للقرآن الكريم، وتدريبهم على عدد من القواعد البسيطة، ومنها: تذكيرهم بالإخلاص في قراءة وحفظ السور، كي ينالوا الأجر كاملًا بإذن الله، والحرص على التلاوة الصحيحة، والالتزام بالحفظ يوميًّا، ومراجعة ما سبق، وتحديد رسم واحد للمصحف، وقراءة التفسير المُيسر، والربط بين أول السورة وآخرها، والعناية بالمتشابهات، واستثمار أوقات الفراغ في القرآن الكريم، وعمل جدول متابعة شهري لتقييم الأداء.
الفكرة من كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
العلم كله خير، وإن الأمم تسود بتعليمها، الذي ينعكس بالتتابع على أخلاقها ومعاملاتها، فما بالك بأمة إسلامية تسودها تعاليم الإسلام، وخُلق القرآن الكريم! وخير المجتمعات في التاريخ كان مجتمع الصحابة، الذين كانوا يتسابقون في حفظ القرآن الكريم قلبًا وقولًا، وسلوكًا، ويتعلمونه ثم يعلمونه لأطفالهم، طاعةً لأوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإتباعًا لمنهجهِ التربوي، حتى قال أحد الصَالِحينْ: “علِّم وَلدكَ القُرآن، وَالقُرآن سَيعلِّمهُ كُل شَيء”.
وتعليم القرآن لطفلك أحد أسس البناء التربوي الذي يجب أن يستهدفه الوالدين، فهو لبنة تربوية صالحة في بناء الطفل الشرعي التربوي، لذا يجب أن يستعد لها الوالدان تربويًّا وعمليًّا، وفي هذا الكتاب يرشدنا الدكتور سعد إلى كيفية تحبيب القرآن الكريم إلى أطفالنا، واستخدام وسائل تربوية لتعليمه لهم، وغرس حب القرآن في نفوس الأبناء، كي يستطيعوا التخلُّق بخُلق القرآن الكريم.
مؤلف كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، ومُدرب، وحاصل على ليسانس الآداب بقسم علم النفس، وحاصل على دكتوراه فى علم النفس، ومستشار جودة التعليم، ومؤهل المؤسسات التعليمية لضمان جودة التعليم، ومستشار الموارد البشرية بمركز إشراق للتدريب، ومقدم برامج فضائية تربوية على قنوات متعددة.
وله كتب عديدة منها: “أبي اجلس معي ساعة”، و”كيف نحمي أطفالنا؟”، و”الدليل الشامل للنجاح والسعادة”، و”أسعد بنت في العالم”، و”البناء النفسي للطفل: تنمية التفكير الإبداعي”.