السنوات العشر الصامتة!
السنوات العشر الصامتة!
إن كنت ممن يخاف أن يبلغ الثلاثين وهو لم يكتشف مواهبه وقدراته بعد، فعليك العمل من الآن أيًّا كان عمرك، منحِّيًا جانبًا خواطرك عن الكمال والمثالية والنجاح من أول مرة، وتقبَّل فكرة أن تبدأ عملًا أو تبذل مجهودًا في الوصول إلى أمر ما فتكون النتيجة بلوغ نصف الطريق! سيساعدك على ذلك ألا تترك الأمور للمصادقة والعشوائية والمزاج، إذا أردت تعلُّم شيء فابدأ فورًا، فالوقت يمر بسرعة كما تعلم، فإذا أردت إتقان مهارة لا بد من أن تحدِّد وقتًا لذلك، وأن تعمل بشكل مستمر وثابت حتى يصبح من عاداتك اليومية.
كلنا نغرق أحيانًا في خططنا وجداولنا اليومية بحجَّة التخطيط والتنظيم وتمر الأيام من غير إنجاز يُذكر، بل من دون أن نبدأ أصلًا! أن تبدأ وتنجز شيئًا ولو بسيطًا كل يوم ولو بشكل غير كامل أفضل من لا شيء، لأن ذلك سوف يكسبك مهارة فهم نفسك وتقييم قدراتك ويحميك من جلد ذاتك ومن الشعور باليأس والإحباط.
ومما يساعدك أيضًا على اكتشاف قدراتك ومواهبك وإن بدت فكرة غير محبَّبة للبعض، أن تشارك أعمالك، وأن تعرضها على الآخرين، وربما ينبع كون ذلك غير محبب من الخوف مثلًا من المواجهة أو التعرُّض للأسئلة، أو من اقتباس الأفكار أو الأعمال، أو بمعنى أصح من أن يسرقها شخص آخر، إلا أن المشاركة كفكرة بحد ذاتها نجني منها ثمار التشجيع والنقد البناء والدعم، بل التأثير في الآخرين.
عليك أن تنظر إلى الثلاثين باعتبارها نتيجة عقد كامل من العمل والتخطيط والمثابرة وبداية لعقد جديد، هل تعلم أن معظم الأعمال الرائدة التي حصلت على جائزة نوبل كانت في عمر الثلاثين لأصحابها بعد العمل عليها لمدة عشرة أعوام، بل ومعظم قصص نجاح المشاهير كانت في تلك المرحلة العمرية!
الفكرة من كتاب متعة أن تكون في الثلاثين
في الثلاثين كنت أو في العشرين أو حتى تجاوزتهما معًا، يهديك هذا الكتاب نصائح للمستقبل ويطلعك على تجارب أشخاص مروا بما تمر أو ستمر به، الأرقام في نهاية الأمر ليست إلا أرقامًا، مؤشرات على الدخول والخروج من مراحل حياتية مختلفة، وفهم كل مرحلة يساعدك على أن تعيشها بنضج وموضوعية، لمَ لا أتركك للاستمتاع بالقراءة!
مؤلف كتاب متعة أن تكون في الثلاثين
علا ديوب: كاتبة ومترجمة ومدونة سورية، ولديها مدوَّنة تقوم من خلالها بنشر مجموعة من المقالات الإنجليزية المترجمة، في مجالات تطوير الذات.
من الكتب التي قامت بترجمتها:
أشياء جميلة.
تكلمي الآن أو اصمتي للأبد.
أغرب عادات الشعوب.