الحميمية
الحميمية
نجاح العلاقة يتطلب حميمية، وهي حالة من الألفة والونس وعدم الغربة والارتياح للآخر، والحميمية مع النفس تساعدنا على التواصل مع أعماقنا بنوع من الارتياح، ومع الآخرين تعطينا القدرة على الدخول إلى أعماق الآخر، وهي تحصل على عدة مستويات بداية من الجانب العاطفي وصولًا إلى المستوى الجسدي والفكري والاجتماعي، فنكون قادرين على التعبير عن المشاعر وحاضرين مستسلمين للآخر.
والحميمية تكامل بين المستويات كلها، ورغبة متبادلة في معرفة الآخر، واهتمام وقدرة على الاعتماد عليه والالتزام بالخصوصية معه، ليست ذوبانًا وإلغاءً للذات، بل موازنة بين الاستقلالية والقرب، ونجاحها يتطلب ثقة والتزامًا واهتمامًا واعتمادًا متبادلًا ورعاية كل طرف للآخر، وتصنع بأيدي الطرفين وبالرغبة في إقامة علاقة ناجحة يكون كل طرف فيها ملاذًا للآخر.
ونحن في حاجة إلى الحميمية لإشباع احتياجات الأمان والانتماء والاستقرار لدنيا، فرحلة الحياة تتطلب المشاركةَ وآخرَ نلجأ إليه وقت الحاجة، وتساعدنا على معرفة أنفسنا ومعرفة الطرف الآخر، وحصولنا على الحميمية وعلى طرف آخر محب يعتمد على رؤيتنا أننا يمكننا الحب ونستحق الحب والاهتمام.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.