البيانات والتنبؤ
البيانات والتنبؤ
يسُد كل منتج أو خدمة احتياجات شريحة من الزبائن، ولمعرفة جمهور منتجك والوصول إليه اتبع استراتيجيتين، هما: التجزئة والاستهداف، جَزِّئ الجمهور إلى شرائح مختلفة تبعًا لأماكنهم الجغرافية أو سلوكياتهم الشرائية وتفضيلاتهم أو خصائصهم الديموغرافية أو النفسية، واستهدف كل شريحة بإعلانات تناسب حالتها.
ولكن ماذا لو كان كل زبون يمثل شريحة بمفرده؟
تخيل أننا نبني باستخدام علوم البيانات الكبيرة وإنترنت الأشياء خوارزميات الذكاء الاصطناعي نموذجًا رقْميًّا شبيهًا بك، له خصائصك وصفاتك نفسها ويتبع سلوكك الاستهلاكي، لنتمكن من خلاله من التنبؤ بسلوكك والتحكم فيه، هذه حالة مثالية من التسويق القائم على البيانات، ومن المشكلات التي تواجهها حاجة البيانات إلى أن تتبع استراتيجية التسويق الكلية لا أن تختلف عنها، كما أنها تتطلب خبرة كبيرة لتغيير الأنماط وإكساب النتائج معنًى، ولا نستطيع الاستغناء عن أساليب التسويق الضرورية.
لا يقتصر التنبؤ على سلوك الفرد فقط، بل من المهم جدًّا أن نتنبأ بمستقبل السوق تبعًا للبيانات السابقة، ونستطيع من خلال ذلك تحديد القيم المختلفة للزبائن وتقسيمها على حسب الأهمية، التنبؤ بدورة حياة المنتج لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب يمكننا أيضًا من تحديد متى نبدأ الحملات التسويقية أو ننهيها وكيف، كل تلك الأسئلة نطرحها على البيانات السابقة وعبر استخدام استراتيجيات مختلفة نتلقى الإجابة.
تمثل الإجابات التي نريد الحصول عليها نماذج التسويق التنَبُّئي، ومنها نموذج الانحدار وهو دراسة العَلاقة بين متغيرَين والتنبؤ بأحدهما حسب سلوك الآخر، هل تزيد مبيعات الآيس كِريم مع زيادة درجة الحرارة أم لا؟ وهناك أيضًا نموذج الفلترة الجماعية الذي يجمع تفضيلات الفرد ثم يرشح أمورًا شبيهة بها، والتنبؤ ما إذا كان المنتج أو الخدمة الجديدة ستنال إعجابه.
الفكرة من كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
لم يعد التسويق يقتصر على المنتج أو الزبون ويهدف إلى بيع مباشر فقط، فقد مكّنت التكنولوجيا الحديثةُ، كالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء وغيرها، الشركاتِ من إحاطة الزبون بعالم مصمم خصيصى لكي يجرب المنتج أو الخدمة، ولا تنتهي العَلاقة بين الزبون والعلامة التجارية بمجرد إتمام عملية البيع، بل تدخل طورًا آخر من التسويق.
فلكي نتعلم كيفية مواكبة المفاهيم التسويقية الجديدة واستخدام أدواتها، يجب أن نفهم التغيير الجِذري الذي أحدثته التكنولوجيا الحديثة في مفاهيم التسويق، ونعرف التحديات الجديدة التي تواجه التسويق في ظل اختلاف شرائح الجمهور المستهدف وتباينها، ونلقي نظرة مستقبلية على عالم تتوغل فيه التكنولوجيا يومًا بعد يوم.
مؤلف كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
فيليب كوتلر: عرّاب التسويق الحديث الذي ولد في عام 1937م في شيكاغو، حصل على الماجستير من جامعة شيكاغو والدكتوراه من جامعة MIT وكلاهما في الاقتصاد، كما أنه بروفيسور للتسويق في كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث ويسترن، وأيضًا مستشار لعديد من الشركات الكبرى مثل جِنرال إليكترك، ومن أهم كتبه:
كوتلر يتحدث عن التسويق.
التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي.
هيرماوان كارتاجايا: أحد أهم القادة المؤثرين في مفاهيم التسويق الحديث، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة ماركبلس إنك،حصل على عديد من الجوائز منها جائزة القيادة العالمية من رابطة الأعمال بجامعة نبراسكا لينكولن، ويعمل حاليًّا رئيسًا لمجلس آسيا للمشاريع الصغيرة.
إيوان سيتياوان: كاتب ومحاضر شهير، حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلوغ بجامعة نورث ويسترن، بجانب بكالوريوس الهندسة من جامعة إندونيسيا، كما أنه المدير التنفيذي في شركة ماركبلس إنك بجانب رئاسته لتحرير مجلة ماركتيرز.