الأماكن التي يرجى إجابة الدعاء فيها
الأماكن التي يرجى إجابة الدعاء فيها
هناك عدة أماكن وبقاع مباركة تكون أرجى للإجابة من غيرها، ومن هذه الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء، الدعاء في عرفات للحجاج، وعند رمي الجمرة الوسطى والصغرى أيام التشريق وداخل الكعبة والحجر، كذلك عند السعي بين الصفا والمروة للحاج والمعتمر، وعند المشعر الحرام في مزدلفة فجر يوم النحر لأن هذه المواضع دعا النبي فيها، كما أن مكة والمدينة أرجى من غيرهما.
كما أن هناك بعض الأذكار والكلمات يرجى إجابة الدعاء عند الإتيان بها مثل دعاء ذي النون ﴿لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ لما روى عنه ﷺ أنه قال: “لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”، وكذلك الدعاء عند التعارِّ من الليل وقول الذكر الوارد فيه، والتعارُّ يُقصد به إذا استيقظ المرء فزعًا من نومه، وعند الدعاء باسم الله الأعظم مثل قولنا : “اللهم إني أسالك باسمك الأعظم، ويسمي المسلم حاجته”، وهذا الاسم الأعظم لم يرد تحديده صراحةً في النصوص، ولا قيل ما هو تحديدًا بين الأسماء الحسنى، ولكن أجمع بعض أهل العلم أنه يقصد به “الله”، وكذلك عند دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب، لقوله ﷺ: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل”، فيا له من خُلُق عظيم أن يرفع المسلم فيه إلى السماء داعيًا الله لأخيه، فهذا الداعي حريٌّ أن يُعطيه الله مثل ما دعا به لأخيه.
كما أن هناك أمورًا عديدة تنزل بالمسلم وتصيبه فتستجاب دعوته بسببها، ومنها: دعاء المضطر الذي أقلقته الكروب والشدائد، ودعاء المظلوم على من ظلمه، لقوله ﷺ: “اتقِ دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”.
الفكرة من كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
إن الدعاء علاقة سامية تُلخِّص معنى العبودية، كما أنه علاقة مباشرة بين العبد وربه بلا وسيط ولا شفيع، بمجرد أن يرفع يديه إلى ربِّه ويسأله حوائجه يستجيب له ربه ويعطيه من فضله وجوده وإحسانه، ولذلك قال رسول الله ﷺ: “الدعاء هو العبادة”، ونظرًا إلى أهمية الدعاء في حياة المسلم وضع الشرع له أحكامًا وآدابًا وسننًا ومنهيَّاتٍ تتعلَّق به.
يضمُّ هذا الكتاب بين دفَّتيه رسالة تقف بنا وقفاتٍ شائقة على مظانِّ الدعاء المستجاب، وآدابه بين العبد وربه، ونماذج من هديه ﷺ في ذلك لنقتدي بسنَّته ونتأسَّى به، وتعرَّفنا بما يجب علينا قوله وما لا يجب وما الشروط التي لا يصحُّ إلا بها، حتى إذا استكملها الإنسان يُرجَى له قبول الدعاء، ما إن يأتي الإنسان بها على الوجه المطلوب كانت الإجابة على قدر اجتهاده في تحصيل الشروط والآداب واجتناب موانعه.
مؤلف كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
مطلِق الجاسِر: داعية كويتي، حصل البكالوريوس والماجستير في الشريعة الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد الإسلامي، يشغل منصب عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمشرف العام على مركز مرتقى للعلوم الشرعية، مركز بيانات.
من أبرز مؤلفاته: «المدخل إلى المعاملات المالية الإسلامية المعاصرة»، و«النقود والمصارف في الشريعة الإسلامية» و« زاد المسلم من العلم النافع».