أثر الأطعمة وتقدم العمر في الإنتاجية
أثر الأطعمة وتقدم العمر في الإنتاجية
هناك حكمة عظيمة تقول: «نحن نأكل لنعيش، ولا نعيش لنأكل»، وكأي شيء إذا زاد عن الحد المطلوب انقلب ضارًّا وليس نافعًا، كذلك الطعام وتأثيره في جسم الإنسان وأدائه، وليست فقط كمية الطعام التي تؤثر في إنتاجيتنا بل نوع الطعام الذي نتناوله أيضًا يؤثر فيها، فقد لوحظ في بريطانيا أن تزويد طلبة المدارس بالأملاح المعدنية والفيتامينات أدى إلى ارتفاع مستوى ذكائهم.
وقد أشارت إحدى الدراسات الأمريكية إلى أن نوعية الطعام تؤثر في السلوك، فالمواد النشوية والسكرية تؤدي إلى حدة الطبع، لذلك تعدُّ العودة إلى المواد العضوية كالخضراوات والفواكه في الطعام من السلوكيات الحميدة، وكلما زادت معرفة الإدارة بتأثير نظام التغذية في الأداء ركزت على توعية العاملين بأهمية جودة الغذاء وتوازنه، وهناك شركات بالفعل تقدم حوافز خاصة لمن يحافظون على نسب كوليسترول منخفضة ولمن يحرصون على عدم زيادة أوزانهم.
إن التقدم في العمر سنة من سنن الله في الكون، ولهذا التقدم توابعه وتأثيره في الإنسان، لا سيما في أدائه وإنتاجيته، إذ إنه مع التقدم الطبي أصبح متوسط العمر في الدول الصناعية أطول كثيرًا من ذي قبل، ومن ثم ارتفعت نسب المسنين في القوى العاملة، ومع زيادة ضغوط العمل ومكوث الموظفين لفترات طويلة في المكاتب، تتفاقم لديهم المشكلات الصحية وتنعكس على الأداء والتكلفة والإنتاجية، مما يؤودي إلى زيادة نسب التغيب عن العمل والإجازات المرضية، ومن المعروف طبيًّا أن إفرازات هرمون الإستروجين في النساء وهرمون التستوستيرون في الرجال تبدأ في الانخفاض مع تقدم العمر، وهذا يؤدي إلى نوع من الاكتئاب ويقلل من قدرة الإنسان على بذل الجهد، ولكن يمكن تعويض تلك المتغيرات عن طريق ممارسة التمرينات الرياضية مع اتباع نظام غذائي صحي.
الفكرة من كتاب الإنسان وبيئة العمل
إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يتفاعل مع كل ما حوله، فيتأثر بالبيئة ويؤثر فيها نتيجة تأثره ذلك، ولا شك أن بيئة العمل تؤثر بصورة كبيرة في إنتاجية الموظف وأدائه بمحتوياتها سواء المكان أو نوع الإضاءة أو الأجهزة المستخدمة أو وقت العمل وغيرها الكثير من العوامل.. في هذا الكتاب يقدمان الكاتبان تفصيلًا لمدى أهمية هذه العوامل لتقديم أعلى إنتاجية وتهيئة بيئة عمل مناسبة للعاملين.
مؤلف كتاب الإنسان وبيئة العمل
آرنولد براون: سياسي كندي، وُلد في الـ27 من أبريل عام 1927، وتُوفي في الـ5 من مارس 1994.
إديث واينر: رئيسة شركة وينر إدريش براون، وهي شركة استشارية رائدة في المستقبل مقرها مدينة نيويورك، لديها ثلاثون عامًا من الخبرة في تحليل القضايا والتخطيط الاستراتيجي، وكانت أصغر امرأة خارجية تنتخب لعضوية مجلس إدارة مؤسسة مالية كبرى.