ربما لا تعرف عن أخضر إلا الصوت الخارج من حلقات مراجعات الكتب على “قناة أخضر” بمنصة يوتيوب، ولكن لو قلت لك أن خلف أخضر أكثر من مجرد شخص واحد؟ بل أكثر مما تشاهده في الصورة الآن، هل كنت تتصور ذلك؟!
هل خمّنت من أكون؟ ستعرف بعد قليل..
بعد يوم عمل طويل وبعد الانتهاء من اجتماع لكل أعضاء فريق أخضر بالمقر لاحظنا أننا لم نلتقط صورة تذكارية لنا تجمعنا أثناء يوم العمل رغم مرور شهور طويلة على وجودنا بالمقر. أعتقد أن الانهماك في المهام اليومية والرغبة في زيادة الإنجاز والإنتاجية هي ما تجعل أي إنسان يهتم بما يقدمه للناس أكثر مما أن يقدم نفسه لهم. وعلى الرغم من ذلك؛ ففريقنا الأخضر ليس بعيدًا عن الترابط الإنساني والتفاعل اليومي بين كل شخص وآخر بعيدًا عن العمل، ولكنه في نفس الوقت يمتلك أولويات تجعله يضع خدمة الثقافة العربية وإثراء المجتمع بما يغير حياته للأفضل وتقديم ذلك بأفضل وأمتع طريقة على قمة هرم الأولويات.
أشعر أن نظرية “القلب الأخضر” التي يعمل بها فريق أخضر هي سر ترابطنا وتماسكنا في عالم مليء بتفكك العلاقات الإنسانية وأجواء العمل الإلزامي: التأخر دقيقة واحدة حتى يُحاسب عليه أشد حساب، أيام الإجازات محدودة حتى وإن طاحت الظروف بالشخص بعيدًا..إلخ، كل ذلك لم أشعر به -حقيقةً- في عالم أخضر. تقوم نظرية القلب الأخضر على الحب والتفاهم ومساحة من التسامح لا تصل أبدًا إلى حد التهاون، كأنها منطقة وسط لطيفة ولكن ليس أكثر من اللازم، ومحددة دون أن تكون حدودها أسوارًا مغلقة لا تقبل الفتح قليلًا في بعض الأحياء بما يتناسب مع الموقف.
واللطيف في الصورة أن الترتيب لم يكن مقصودًا، لم نقف جميعًا باعتبار ماذا يقدم كل شخص أو تخصصه أو حتى متى انضم إلى الفريق، بل كانت عفوية تمامًا حتى في اختيار مكان التصوير. أيضًا كانت وسيلة التصوير نفسها عادية جدًا، وضعنا الهاتف على سطح شيء من المكتب وتم التقاطها عن طريق ساعة ذكية ربما لو ركزت في الصورة جيدًا ستعرف من فعلها..
وبالمناسبة، لست أنا من قام بالتقاط الصورة، لم أظهر في الصورة إلا بوجهي فقط تقريبًا، وطبعًا السر في عفوية الصورة: التقطناها ثم نُشرت في نفس الوقت على حسابات أخضر على منصات التواصل الاجتماعي وتفاعل معها جمهورنا بقوة:
مازلت لا تعرفني يا صديقي؟
انظر إلى آخر شخص يقف من الخلف ويرتدي نظارة، تحديدًا في منتصف الصف الأخير، ومن خلفه لوحة عليها شعار أخضر.. هذا أنا ^_^